أهم ما تحمله الأيام الأولى من العام بالنسبة لى هو قدر كبير من التفاؤل وقدر كبير من الأمنيات, بعضها يعد أحلاما وبعضها آمالا لى ولمن أحبهم .. أتمنى ان نشهد هذا العام المزيد من تحسن الأحوال المعيشية للمواطنين فى بلدنا وخاصة الناس الطيبين المخلصين لها فى كل الاتجاهات وعلى كل المستويات. وتأتى على قمة الأولويات العاجلة الإحساس بالامان ..أمان المواطن بداخل بلده وتوفيره له من قبل الدولة. والأمان لن يتوفر إلا بتعاون كل من المواطن والدولة.
ولأن الأمان ايضا هو أمنية شخصية لكل منا بمعنى أماننا الشخصى وأمان أسرنا وبيوتنا ومدننا وقرانا وأرض وطننا الغالى شماله وجنوبه. فإنه من الدروس المستفادة من أحداث وقعت مؤخرا. هى ان دور المواطن فى نظرى لا ينبغى أن يقتصر على توفير حياة كريمة له ولأسرته وإنما ايضا دور المواطن وواجبه تجاه وطنه وهو المشاركه فى التصدى للعنف والتطرف والإبلاغ عن أية تحركات مريبة والمشاركة فى القضاء على الإرهاب والأفكار المتطرفة والهدامة فى الوقت المناسب. ولقد رأينا ما قام به من دور وطنى المواطن صلاح الموجى الذى قام ببسالة وبشجاعة بالانقضاض على الارهابى فى حلوان وتثبيته فى الأرض هو وابنه الشاب إسلام وذلك امام كنيسة مارمينا دون أن يخشى مواجهة الموت رغم انه يعرف أن الارهابى يحمل سلاحا آليا وانه يرتدى ايضا حزاما ناسفا قد ينفجر فى أي لحظة. وأدت شجاعة صلاح الموجى وابنه إلى تشجيع بقيه أهل الشارع من المواطنين الشرفاء على التجمع حول الارهابى ودوسه بالإقدام فى مشهد لن ننساه لأهل حلوان الرافضين للإرهاب وللإرهابى الذى قتل مواطنين أبرياء بحلوان وجرح آخرين ثم أتى رجال الشرطة للقبض عليه قبل أن يفتك به المواطنون..ولولا تعاون المواطنين الشرفاء مع رجال الأمن لكانت قد تضاعفت الخسائر فى الأرواح وفى الجرحى .. صلاح الموجى وابنه الشاب إسلام يستحقان كل تكريم ممكن منا وكل تقدير من الدولة لأنهما ضربا أروع نماذج البطولة والفداء دون انتظار المقابل ودون أن يحسبا العواقب.
إن هذا الحادث قد هز الرأى العام فى مصر كلها.. لكنه أظهر معدن الشعب المصرى الأصيل واعاد لنا قيم الشهامة والجدعنة المصرية التى كدنا نفقدها من مجتمعنا فى السنوات الاخيرة والتى أعادها إلينا صلاح الموجى وابنه إسلام والتى نتمنى ان تعود للشارع المصري..والدرس المستفاد من هذا المشهد ان دور المواطن البسيط لا يقل فى أهميته عن دور الجندى ورجل الأمن فى المرحلهً الراهنة فى التصدى للإرهاب. ودور الدولة أيضا إلى جانب القبض على المجرمين والإرهابيين والقيام بعمليات استباقيه بمداهمة المنازل والبؤر والمزارع التى يختبئون بها.. وهذا فى الحقيقة يتم الآن كما نعرف, لكن ايضا لابد من مضاعفه الوجود الأمنى وزيادة أعداد رجال الأمن خاصة بعد هذه الواقعة التى شهدناها فى الشارع المصرى فى عز الظهر وبخاصة امام المواقع المستهدفة ولابد من تكثيف الدوريات الأمنية المتنقلة فى شوارعنا لسرعة إغاثة المواطنين عند ظهور الخطر..إنه جرس إنذار ينذرنا بتغيرات فى أساليب الارهاب وطرق ترويع المواطنين. إنها أيادى ملوثه بدماء مواطنين ابرياء يستحقون أقصى عقوبه وتحويلهم الى القضاء العسكرى لسرعة القصاص وتحقيقا للعدالة الناجزة. ومن أمنياتى لبلدنا أيضا إصلاحات فى التعليم منً خلال تطوير المناهج لتتجه الى التنوير فى المدارس والجامعات والأزهر, وتوفير الخدمات الصحية ومواجهة البطالة والفقر وتطوير الاعلام والثقافة لأنها كلها مجالات ترتبط بشكل مباشر وأساسى بتوفير الأمان للوطن.