سامى عبد العزيز
رأي السياحة تبدأ بمنديل .. فهل أستعين بالرقابة الإدارية ؟
حينما تخرج من مطار دبي يستقبلك سائق التاكسي بمنديل معطر تمسح به يدك ووجهك فيخلق بداخلك انطباعاً ايجابياً من اللحظة الأولي . وعندما تدخل فندقاً في بيروت تستقبلك موظفة الاستقبال النظيفة الشيك في ملابسها بمنديل مبلل فيخلق بداخلك احساس النظافة والرقي في الخدمة.
أركب سيارة تاكسي في بيروت وأنظر الي نظافة السيارة وهندام السائق ولغة حواره . بعيداً عن اجادته للغات مختلفة تسمع منه كلمات غاية في الرقي لم يكرر حمد لله علي السلامة ونورت يا باشا . لم يقاولك كم ستدفع فهناك عداد او محمول عليه قيمة ما سوف تدفعه .. احساسك برقيه يجعلك تدفع له ما تملك وانت سعيد . أنه لا يسوق ولكنه يسوُق لبلده وسياحة بلده .. الابتسامة لا تفارقه .. ولا يشكو لك من حاله ولا يؤلف لك أفلاما هندية وان ابنته في العناية المركزة الي حد النصب أنه معرض للسجن.. طبعاً القارئ ذكي ويعرف من أقصد ولمن أشير ..
تقيم في فندق ويتأخر عليك طلبك تجد المدير ذاته يتصل ويعتذر ويبحث عن أي تعويض لك لأنه يعرف ان ارضاءك هو رأس ماله ..
أكتب هذا لأني كنت مسافراً علي مصر للطيران من المبني (3) ودخلت عذراً الحمام.. حدث ولا حرج .. لا منديل ورق، وعلبة الصابون خالية .. رغم ان هناك من يقف أمام أبواب الحمامات ويريد ان يشعرك بوجوده وهو يمسك منديل ورق في يده وطبعاً له ثمن .. يا خسارة الثمن أكبر من تدفع له بقشيشاَ .. الثمن صورة وسمعة بلد وسياحته.. وانا خارج وجدت عائلة لبنانية عاشقة لمصر وهم منزعجون متألمون لهذه الأوضاع البسيطة التي تشوه صورة مصر المحببة..
من هنا ورغم كل الحملات التسويقية الكبيرة والناجحة أحياناً لا تؤتي ثمارها لأن الواقع ومستوي الخدمة يتناقض مع الصور الجميلة المبهجة لمصر ..
تري مسئولية من هذه الأوضاع التي تؤثر سلباً علي كل جهود الدولة في سعيها لاستعادة عافية السياحة لمصر..
نعم المنديل يؤثر .. نعم نظافة التاكسي تؤثر .. نعم الابتسامة والتحية دون إلحاح تؤثر .. أسمعها من أكثر من جنسية تقول عشقنا لمصر لا ينتهي ولكن هناك من يتعمد الاساءة إليها إما عن قصد أو عن غياب للوعي والمعرفة بأن سلوكه هو مرآة لمصر.
تري لمن أتوجه ؟ مضطر انا ان الجئ الي الرقابة الادارية فامتداداً لحرصها علي نظافة مصر من الفساد فإنها ستكون أحرص علي نظافة وجه مصر الجميل ضد المسئول المهمل في الأرض أو في الجو، ضد مشغلي سيارات التاكسي أياً كان نمط ملكيتها . نعم يا سادة السياحة تبدأ بمنديل وتنتهي في الحمام ..
إنني اقترح وبإشراف الرقابة الادارية الاستعانة بشركات لإدارة هذه المرافق ولنا في الاهرامات نموذجاً ..
يا خسارة دول بالضيافة جذبت السياحة وهي لا تملك 1% من كنوز مصر .. ونحن نخسر السياحة ونحن نملك جنات الله علي أرضه.. طبيعة وحضارة .. يا خسارة ..