هذه حقيقة.. إذ كان هدف أعداء مصر أن يحدث لها وبها ما حدث في العراق وسوريا وليبيا، أي يتم تدمير كل شيء!!
وكانت الأرقام تتحدث عن ارتفاع حجم الواردات الي 80 مليار دولار.. بينما كان كل ما نقوم بتصديره هو 20 مليار دولار. ولذلك كان الميزان التجاري يعاني عجزاً يصل الي 60 مليار دولار.. فمن اين كنا ندبر كل ذلك.. والسبب أننا تحولنا الي شعب يستهلك أكثر كثيراً مما ينتج وكان الاستيراد هو المخرج، ولكن: هل كانت «الدول المصرية تتحمل ذلك.. وإذا تحملته عاماً أو عامين فهل يستطيع المجتمع أن يصمد أكثر من ذلك..
الآن تغيرت الصورة. انخفض ميزان العجز التجاري في العامين السابقين بمقدار 20 مليار دولار. منها 4 مليارات زيادة في الصادرات.. بالإضافة الي انخفاض الواردات بمبلغ 16 مليار دولار.. ثم أيضاً ارتفع الاحتياطي الدولاري في البنك المركزي الي 37 مليار دولار بعد أن كان 16 ملياراً عام2014 وهذا كله أدي الي انخفاض معدلات البطالة بعد نجاح برنامج الانجازات في توفير حوالي 3٫5 مليون فرصة عمل جديدة.. وكذلك انخفاض معدلات التضخم من 35٪ الي 22٪ والمستهدف الوصول به الي نسبة 13٪.
<< هذا كله أعلنه أمامنا الرئيس السيسي أمس الأول في بداية كلمته في مؤتمر «حكاية وطن» فهل بعد ذلك يتقول المتقولون.. الذين يسألون: وأين ذهبت منح الأشقاء ـ في العام المالي 2013ـ 2014 ـ وحده وهي منح بلغت 90 مليار جنيه؟! وهنا أشاد الرئيس السيسي وبشدة بموقف الأشقاء من مصر خلال أزمتها الطاحنة عقب ثورة 30 يونية 2013.. الذين قدموا لنا.. دون أن نطالب.. ودون أي كشف للحساب.. نقول ذلك لأن شعب مصر ليس ناكراً للجميل.. ولن يعض أبداً، اليد التي تقدمت له بالمساعدة وقت هذه الشدة، ربنا لا يعيدها..
<< ورغم كل ذلك فإن الانتاج المصري هو وحده الكفيل بالانطلاق بالوطن.. أي زيادة الانتاج المحلي.. وتقليل الاعتماد علي الاستيراد الي أقل حد.. وهذا هو سر انطلاقة استراتيجية السيسي نحو الانتاج وتنويعه.. وفي قطاع الغزل والنسيج خير دليل.. اذ ستعود مصر به الي عالم التصدير بعد أن تكتفي ذاتياً.. وقد كناـ ومازلنا حتي الآن ـ نستورد ما لا تتخيلونه!!
وهنا يعود الرئيس الي ترديد كلامه السابق: نحن لن نبيع الوهم للناس. وما يجري في مدن العاشر. والسادات.. واكتوبر. وغيرها خير دليل.. المهم أن نتحمل عاماً أو بعض عام.. وربما تزيد مدة التحمل الي عامين، أوثلاثة ولكن المهم اننا نسير علي الطريق السليم.. والصورة واضحة..
<< وما يجري في مؤتمر حكاية وطن.. وتلك المشروعات في المدن الجديدة، يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح.. فقط بعض الصبر. مع زيادة الانتاج والحد من الاستهلاك، بالذات فيما نستورده من الخارج.. لأن أمامنا ليس فقط توفير ما يريده الشعب الآن.. ولكن اننا كل 10سنوات «ننتج شعبا آخر يضم 25 مليون انسان.. وهذا هو ما تسير عليه الاستراتيجية.
والنبي شوفوا حل في كارثة هذه الزيادة السكانية!!