المساء
طارق مراد
برشلونة "اتغلب يا رجالة"
جنون كرة القدم ليس له حدود.. وغدر الساحرة المستديرة ومفاجآتها لا تتوقف وهذا سر حلاوتها وإثارتها وشعبيتها الطاغية وعشق الملايين لها في مختلف أنحاء المعمورة.. وآخر تلك المفاجآت التي لم تخطر ببال أحد أن فريق برشلونة العملاق بقيادة الساحر والأسطورة العالمية النجم الفذ ليونيل ميسي أعظم لاعب أنجبته الكرة الأرضية في تاريخ الساحرة المستديرة منذ بدء ممارستها في العصر الحديث في بلاد الانجلوساكسون "الانجليز" خسر أمام اسبانيول في الديربي الكتالوني في ذهاب بطولة كأس ملك اسبانيا بهدف نظيف "نعم برشلونة اتغلب يا رجالة" في الوقت الذي يقدم فيه موسماً استثنائياً في الدوري الممتاز الاسباني حتي أنه لم يذق طعم الخسارة خلالها بفضل وصول نجومه لقمة فورمتهم الفنية والبدنية والذهنية بقيادة المايسترو ميسي والذي يعزف أحلي الأنغام الكروية كقائد وصانع ألعاب وهداف وساحر تسعد وان تشاهده يداعب الكرة التي تعشقه حتي أصبح درع الدوري الاسباني في "جيبهم الصغير" نتيجة الفارق الكبير بينهم وبين أقرب منافسيهم أتيلتكو مدريد والذي يصل لتسع نقاط.
ولكن رغم حالة الابداع والتألق غير العادية التي يقدمها برشلونة وجعلته مرشحا بقوة أيضاً للفوز ببطولة كأس أوروبا الغالية لدوري الأبطال هذا العام.. جاء نادي اسبانيول والذي تنحصر أقصي طموحاته في البقاء بمنطقة الأمان بجدول الدوري بعيداً عن شبح الهبوط.. وألحق بالبارسا العملاق أحد قطبي الكرة العالمية مع ريال مدريد أول هزيمة به وهو حامل لقب كأس اسبانيا.. وكانت المفاجأة ان ميسي الأسطورة أهدر ضربة جزاء كانت كفيلة بتغيير سير المباراة وقيادة برشلونة للفوز بدلاً من الخسارة التي نزلت كالصاعقة علي فالفيردي المدير الفني للفريق ولاعبيه والذين يشكلون نخبة من أفضل نجوم العالم في اللعبة.. وذلك في الوقت القاتل والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.. وبالتالي لم يجد نجوم برشلونة فرصة للتعويض لتؤكد لنا الساحرة المستديرة من جديد ان الانتصارات لا تتحقق إلا ببذل الجهد والعرق واحترام المنافس والتركز في استغلال الفرص المتاحة للتسجيل.. لأن أحد مبادئ وقواعد المستديرة الغدارة تقول إنك عندما تخفق في التسجيل فعليك أن تستعد لاستقبال أهداف في مرماك وهذا ما فعله اسبانيول المكافح عندما عاقب أحد أهم وأعظم وأشهر وأغني وأقوي فرق الكرة في العالم ألا وهو برشلونة والذي يعد أسطورته العالمية ميسي أحد أسباب خسارته لاهداره ضربة الجزاء "وده بيحصل طبعاً في أحسن العائلات".. أقصد مع أعظم نجوم الكرة مثلما فعلها من قبل ريبرتو باجيو أحد أساطير الكرة الإيطالية عندما أهدر ضربة جزاء فاصلة في نهائي بطولة كأس العالم عام 1994 أمام البرازيل ليضيع علي منتخب الأزوري الايطالي فرصة التتويج بأعظم وأغلي لقب وانجاز رياضي علي سطح الكرة الأرضية بالفوز بكأس العالم والذي طار وعانق منتخب راقصي السامبا البرازيلي وتعد الضربة التي أهدرها باجيو من أشهر ضربات الجزاء في تاريخ اللعبة كونها منحت البرازيل اللقب العالمي الأغلي والكأس الذهبية بينما حرمت منه المنتخب الإيطالي العملاق في هذا النهائي الشهير والذي لجأ فيه الفريقان لضربات الحظ الترجيحية لتحديد بطل كأس العالم 94 ببلاد العم سام الأمريكية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والاضافي بالتعادل بين نجوم البرايل بقيادة الأسطورة روماريو ونجوم إيطاليا بقيادة باجيو الفذ ولميسي ضربة جزاء شهيرة أهدرها فأضاع علي الأرجنتين لقب بطل أمريكا الجنوبية والذي توجه به تشيلي آنذاك.
صحيح أن هناك لقاء عودة بين برشلونة واسبانيول باستاد الكامب نو معقل البارسا ووسط جماهيره طبقا لنظام كأس اسبانيا والذي تقام مبارياته بنظام الذهاب والإياب ويستطيع برشلونة حينه تعويض الخسارة والإطاحة باسبانيول واستكمل مشواره في الدفاع عن لقب الكأس الذي يحمله.. ولكن من يدري فقد ينجح اسبانيول من الاستفادة من تفوقه في مباراة الذهاب والذي يمنحه فرصتي الفوز أو التعادل بأي نتيجة لخطف بطاقة العبور علي حساب برشلونة العملاق والمرشح بقوة للمنافسة علي كل الألقاب العالمية والأوروبية والاسبانية هذا الموسم.. ولو حدثت تلك المفاجأة ستكون ضربة جزاء ميسي سبب ضياع الكأس من برشلونة مثلما فعل باجيو ذلك مع الفارق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف