الوفد
علاء عريبى
دور الأزهر السياسي
هل من دور سياسي لمشيخة الأزهر؟، هل يمكن لرجال الدين فى مؤسسة الأزهر وفى الكنيسة المصرية أن يشاركوا فى الحياة السياسية؟.

بالطبع لا نقصد من هذا السؤال المشاركة اليومية أو فى صناعة القرار، بل نعنى الدور الذى يمكن أن تلعبه فى خدمة الوطن والأمة، وهذا الدور يمكن ان يتضح من خلال استعادة فترة قيام ثورة يونية.

ماذا لو اتخذ شيخ الأزهر في 30 يونية موقفا مؤيدا للرئيس محمد مرسى؟، ماذا لو رفض الشيخ الطيب مساندة السيسى والجماهير الثائرة؟، ماذا لو أخذ برأي الفقهاء فى مسألة عدم الخروج على الحاكم المسلم لتجنب الفتنة؟، ماذا لو أنه خرج يومها فى الفضائيات وقرأ على المصريين أقوال الأئمة الأربعة؟، هل كان سيكتب لثورة 30 يونية النجاح؟، ما الذى كان سيترتب على مساندته لمرسى كحاكم بغض النظر عن انتمائه للإخوان؟

هذا السؤال سبق وطرحته على بعض الأصدقاء، وكانت المناسبة الحملة الشرسة التى شنها البعض على مشيخة الأزهر وشيخها ورجالها، والتى بلغ الحد بالبعض فيها إلى المطالبة بعزل شيخ الأزهر، وقد طالبت سردت على الأصدقاء أقول بعض الفقهاء:

ابن عابدين الحنفي (ت١٢٥٢هـ) في حاشيته: الإمام يصير إماما بالمبايعة أو بالاستخلاف ممن قبله. وكذا بالتغلب والقهر كما في شرح المقاصد.

ابن أبي زيد القيرواني المالكي (ت٣٨٦هـ): فى مقدمته: السمع والطاعة لأئمة المسلمين، وكل من ولي من أمر المسلمين عن رضا أو عن غلبة، فاشتدت وطـأته من بر أو فاجر، فلا يخرج عليه جار أم عدل».

الإمام أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١هـ) في رسالته «أصول السنة»: ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين، وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقروا له بالخلافة بأيِ وجه كان بالرضا أو بالغلبة؛ فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله.

ابن تيمية(حنبلى)(661 ــ 728هـ)، في منهاج السنة، قال: كان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة، عبد الله بن عمر، وسعيد بن المسيب، وعلي بن الحسين، وغيرهم كانوا ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد، والحسن البصري، ومجاهد وغيرهما نهوا عن الخروج في فتنة ابن الأشعث، ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين».

اليوم ونحن على أبواب انتخابات رئاسية جديدة، وبعد المؤتمر الناجح الذى أقامه الأزهر لمساندة القدس، من المهم ان نعيد ونتذكر ونكرر هذه الأسئلة، لكى نوضح الدور الحقيقي للأزهر ولشيخه ولرجاله، سواء على المستوى المحلى أو الإسلامي أو العالمي، ولكي نؤكد لمن يحاولون تشويهه والنيل من دوره الثقل السياسي لهذه المؤسسة، هى والكنيسة المصرية الوطنية، فى الشأن السياسي الوطني والقومي، ودورها التجديد والتنوير وفى المحافظة على وسطية الخطاب الديني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف