عباس الطرابيلى
ولم نسأل: أين الهجرة غير الشرعية؟
هل كنا نحتاج أن يذكرنا الرئيس باختفاء الهجرة غير الشرعية في عام 2017 تماماً.. أم أن الأشياء الإيجابية ننساها بسرعة، ربما حتي لا نعود إلي هذه الأحداث الأليمة، التي كان الشعب يستيقظ عليها كل صباح.
لكننا ـ كنا ـ نحتاج لأن يعيد الرئيس السيسي إلي ذاكرتنا هذه المشاكل.. ودون أن يقول لنا: لماذا اختفت أو لماذا توقفت والحمد لله.. حتي لا يفهم أحد أن يقول لنا: لماذا اختفت. أو لماذا توقفت والحمد لله.. وحتي لا يفهم أحد أن الرئيس المصري «يمن» علي شعب مصر بما فعل.. ليوقف هذا النزيف البشري، خصوصاً وأن «كل» شباب مصر لم يكن علي لسانهم أيامها إلا الحديث عن الهجرة.. وترك البلد تغرق بمن يتبقي فيها.. وهل نسينا هنا حديث شاب دون الثلاثين قال انه سوف يعاود المحاورة ـ بعد أن تم إنقاذه ـ مرة بل ومرات عديدة ولن يمل من محاولة الهجرة!!
كل هذا نسيناه.. ولكن هل عرفنا الأسباب؟ هي بكل بساطة فيما يجري من مشروعات تتجاوز 111 مشروعاً تكلفت بلايين الجنيهات.. ووفرت فرص عمل لمن كان يشكو من عدم وجودها، في كل مناطق مصر..
<< فهذه الطرق ـ أكثر من 5000 كيلو متر ـ كم استوعبت من عدد العاملين. وهذه الأنفاق «تحت قناة السويس وتحت الطرق الرئيسية» كم من فرص وفرتها.. ونفس الكلام نقوله علي مشروعات بناء مئات الألوف من الشقق، كم عدد الذين اشتركوا في بنائها.. وأيضاً مشروعات المزارع السمكية في شرق بورسعيد، وأيضاً في شمال محافظة كفر الشيخ وكانت من أكبر المناطق الطاردة للسكان.. والدافعة لهم نحو الهجرة.. وغيرها وغيرها..
<< وإذا كان ذلك كله تم في حوالي ثلاث سنوات.. فماذا سنجد أمامنا، أضعاف أضعاف هذه الفرص من العمل في السنوات الأربع القادمة.. وهل يكفي أن نقول للناس: تابعوا ما يحدث في كل المدن الصناعية.. في العاشر. وفي السادات. وفي أكتوبر.. وأيضاً في الصعيد.. لكي تتأكدوا من هذه الحقيقة ناصعة البياض؟!
وهل نعرف أن قطاعًا واحدًا فقط في هذه المشروعات هو قطاع الغزل والنسيج سوف يوفر «وحده» مئات الألوف من الفرص في منطقة واحدة فقط..
<< نعم. كان الرئيس السيسي في قمة الذكاء عندما أشار إلي توقف الهجرة غير الشرعية من شبابنا. بينما خير شباب الشعوب حولنا مازالوا يهربون ويهاجرون. ولذلك يحارب الرئيس لكي يهزم هذه الفكرة التي سيطرت علي عقل كل شاب، حتي ولو كان كل ما يحمله مجرد دبلوم!! وحرب الرئيس هذه المرة أساسها تقليص سنوات تنفيذ أي مشروع الي النصف حتي نقضي تماماً علي كارثة« تهريب» شباب مصر إلي أوروبا.
نقول ذلك ونحن نعلم حجم العجز المالي.. ويعلم الله وحده من أين يدبر السيسي هذه المليارات التي يحتاجها لتنفيذ هذه المشروعات، وفي كل المجالات.. ولن نستمع «لتقولات» المغرضين. المهم أن السيسي أمام عينيه أيضاً قضية الفساد.. ولا يهمه موقع المرتشي: وزيراً أو محافظاً.. أو مسئولاً كبيراً المهم ألا يستغل أحد انشغال الرجل بما يعمله من أجل الوطن نفسه.
<< ولكننى ـ وقد تابعت كل ما قاله أو نفذه الرئيس ـ لا أعرف هل يري السيسي أفراد عائلته كم مرة في الشهر.. أم كم ساعة ينام؟
ولكن لا تنسوا أنه من نسل هؤلاء الفراعنة العظام الذين أنشأوا حضارة غير مسبوقة..
وكذلك يفعل السيسي الآن.