"قيراط حظ ولا فدان شطارة" ينطبق هذا المثل علي معظم نجوم الفضائيات أصحاب الألف وجه الذين يتقاضون ويتاجرون بأحلام البسطاء والمساكين.
الدنيا أرزاق.. وإلا ما كانت لميس الحديدي الإعلامية الأولي.. وإلا ما كان أحمد موسي وعمرو أديب من أشهر المذيعين.. أما مدحت شلبي فهو قصة أخري إنه نموذج لعشر فدادين حظ دون قيراط شطارة.
أعشق كرة القدم الجميلة.. أتابع بشغف دوريات اسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا.. لا أمل من مشاهدة حتي أصغر الفرق فيها خصوصاً إذا كانت مصحوبة بتعليق علي محمد علي أو عصام الشوالي أو حتي رؤوف خليف.
يقدمون لك علي مدي التسعين دقيقة وجبة دسمة من المعلومات والإحصائيات والتحليل البسيط لطرق اللعب ونقاط الضعف والقوة مصحوبة بقصص وحكايات عن كل لاعب وعن كل ناد وحتي عن الجمهور لدرجة أنك تشعر أن المعلق قضي شهراً قبل المباراة يستعد لها.
مباراة السوبر بين الأهلي والمصري كانت مصحوبة بتعليق مدحت شلبي.. علي مدي 120 دقيقة لم يقدم معلومة واحدة.. علي مدي 120 دقيقة لم يعرض إحصائية.. علي مدي 120 دقيقة لم يشرح طريقة لعب أو يروي قصة واكتفي بشكر القناة التي يذيع منها المباراة والمسئولين عنها وكم هائل من التعليقات التي يعتقد أنها ظريفة!!
من تعليقات شلبي التي يعتقد أنها ظريفة عندما أخطأ لاعب في كرة بالرأس قال له "حرك الزلاموكة"!! نصيحة للاعب آخر "خلي صدرك طابق علي الكورة"!!.. يشيد بلاعب آخر "لعيب معندوش فرامل"!!.
ينتقد لاعباً آخر "بيبلط الكورة علي صدره"!!.. وتوبيخ للاعب آخر "بيسرح شعره بالكورة وهو لسه عامل شعره بالشامبو!!".. وانتقاد للحكم "الزقة اللي من تحت زي الزقة اللي من فوق"!!.
أي تعليق هذا؟ ما علاقة هذه التعبيرات بكرة القدم؟ لن أتحدث عن انحيازه لأن ببساطة كل المعلقين علي مباريات الدوري المصري منحازين إما للون الأحمر أو الأبيض.. لكن مدحت شلبي صاحب الـ 74 عاماً تفوق علي الجميع في مباراة السوبر.
نصيحة لمدحت شلبي.. اعتزل التعليق الرياضي الذي أصبح علماً وفناً ودراسة.. ولم تعد فدادين الحظ العشرة كافية.. لقد نفد رصيدكم.