الزواج العصري لم يعد كالزواج الذي نعرفه: نظرة. فابتسامة. فسلام. فكلام. فموعد. فلقاء عند المأذون.. لم يعد تجربة عاطفية شديدة التميز.. لم يعد يخضع للاعتبارات الاجتماعية.. فلا مكان للحسب والنسب والمكانة ولا حتي للثقافة أو المؤهل العلمي.. بل للحسابات والقياسات الرياضية والاختبارات الفيزيائية وربما الكيمائية.. وأخيرا ـ وهذا هو الأهم.. للامتحانات الغذائية.
قبل سنوات توصل العلماء إلي حقيقة غريبة وطريفة.. وهي أن طول أطراف العرائس يكشف طباعهن وسلوكهن.. ونصحوا كل من يستعد لخوض تجربة الزواج.. أن يأخذ معه مسطرة "حرف تي" كتلك التي يستخدمها المهندسون.. وأن يطلب ممن اختارها قلبه أن تمد له ساقيها وذراعيها ليطمئن علي توفر المواصفات القياسية للعروس المثالية.. وليتأكد من أن عروس المستقبل لن تكون نكدية.. ولن تحول حياته إلي جحيم.. والأهم من ذلك أنها ليست من هواة اقتناء الأكياس البلاستيكية السوداء التي تستخدم في تعليب وحفظ الأزواج.
ويبدو أن العلماء اكتشفوا أن ذلك ليس كافيا.. فبدأوا يبحثون عن مواصفات أخري أكثر دقة.. وانتهي تفكيرهم أو قادتهم أبحاثهم العلمية المعملية الفذة.. إلي الاختبارات الغذائية.. علي طريقة "قل لي ماذا تأكل أقل لك من أنت".. والطريف أن القياسات الغذائية تركزت حول الوجبات السريعة بشكل أساسي.. ربما لأن الفتاة العصرية لم تعد تعرف المطبخ.. أو تعرفه وتكرهه.. أو تعرفه وتحبه عندما تقف فيه الخادمة أو الطباخ.
العلماء ينصحون.. وليس في الأمر أي دعابة أو مزحة.. كل من يستعد لخوض تجربة الزواج علي الطريقة العصرية.. بأن يدعو العروس المرشحة لدخول القفص الذهبي.. علي "عزومة" غداء أوعشاء في أحد مطاعم الوجبات السريعة.. وأن يستدرجها إلي كشف نواياها وإظهار خباياها والتخلي عن حذرها.. عن طريق الإفصاح عن نوع الوجبة السريعة التي تفضلها.. وهو ما يكشف كل أسرار شخصيتها ويساعد علي اتخاذ القرار المصيري سواء بالاستمرار في مشروع الزواج أو بالهرب منه ومنها.. وتركها تدفع الحساب.
الاختبار الغذائي لزوجة المستقبل إذاً هو مفتاح السعادة والاستقرار.. وبدونه تصبح كل الاحتمالات مفتوحة.. ولأننا نعيش عصر المساواة بين الجنسين.. فإن الاختبار الغذائي سوف يتيح للفتاة أيضا كشف أسرار خطيبها بنفس الطريقة.. ومن المهم أن يشمل التقييم كذلك طريقة مضغ الطعام وكيفية ابتلاعه.
ولكن ماذا نفعل اذا كانت العروس أو اذا كان العريس لا يحب الوجبات السريعة.. هل نفقد الأمل ونتخلي عن الاختبار الغذائي ونكتفي بقياس الأطراف؟.. العلماء لم يفتهم ذلك.. فقدموا قائمة طويلة من الأطعمة ودلالات تناولها علي السلوك والشخصية.. البطيخ مثلا له معني.. والشطة والتوابل لها مغزي.. والبطاطس والمقالي والمحاشي والمشاوي وكل صنف من أصناف الطعام.. يدل علي شخصية آكله ويكشف طباعه ويتنبأ بسلوكه.
وعلي سبيل المثال فإن الفتاة التي تحب أكل الشطة والفلفل والأطعمة الحارة جدا والمخللات.. تحاول التغلب علي شيء مجهول.. أما اذا كانت من عشاق الوجبات السريعة مثل الشطائر والبطاطس المحمرة.. فهي غيورة وتحب المنافسة.. وإذا كانت من محبي المأكولات البحرية كالسمك والجمبري.. وتحب اللحوم المشوية وتشرب القهوة بكثرة.. فهي ميالة الي المغامرة وحب النفس.. ومتهورة أحيانا.. وإذا كانت شرهة وتعشق الأكل بكل أنواعه فهذا يعني أنها معقدة وشهوانية.. أما إذا كانت لا تحب الأكل ولا تهتم بالطعام فهي ضعيفة واهنة فاترة الهمة..!.