مواطن عادي.. ليس ناشطا سياسيا.. وليس ضيفا في برامج التليفزيون الحوارية.. لا ينتمي لأي فصيل حزبي أو سياسي أو ديني.. ربما لم يخرج يوما في مظاهرة أو يشارك في اعتصام أو اضراب.. لكنه يعشق تراب هذا الوطن وعندما حانت أمامه للحظة فرصة خدمة بلاده لم يتردد.. وكانت النتيجة عظيمة للوطن ولكن هل تم تكريمه بالشكل اللائق.
هيثم مرعي سائق تاكسي في مدينة الأقصر.. مرت عليه 4 سنوات ثقيلة.. السياحة انضربت وهي مصدر الرزق الأول في مدينة مثل الأقصر.. كان ينتظر عودة السائحين الأجانب حتي يستطيع توفير تكاليف المعيشة.
خرج هيثم كعادته في مدينة الأقصر يبحث عن زبائن وكان كل ما يقلقه أن يقف في كمين لأن الرخصة منتهية بعد أن تراكمت عليه التأمينات لتصل إلي 1500 جنيه ولا يعرف كيف يجددها.
ووجد هيثم ضالته في شخص يستوقفه ويطلب منه نقل سائحين إلي معبد الكرنك.. سرح هيثم أثناء القيادة وهو يسأل نفسه هل سيدفعون بالدولار أم باليورو.. لكنه لاحظ انهما يتحدثان بشكل مريب ومعهما حقائب شكلها يدعو للشك.
بعد أن وصل السائحان قابلهما آخر يتحدث بلهجة خليجية وزادت شكوك هيثم.. ووقف حائراً هل يختار السلامة ويبتعد لأنه لو ذهب للشرطة ربما تسأله عن الرخصة وهي منتهية أم يجازف ويرضي ضميره ويقوم بالإبلاغ عنهم.
حسم هيثم أمره وقام بإبلاغ الشرطة التي قامت بواجبها ومنع هيثم وقوع كارثة كانت ستدمر البقية الباقية من السياحة.
هللت وسائل الإعلام ليقظة الشرطة وانها منعت وقوع الجريمة.. وقام البعض علي استحياء بذكر هيثم.. وتم تكريمه بصورة رمزية.
هيثم بطل وقدوة ويجب أن يعاد تكريمه وأتصور ان مقابلة وزير الداخلية له ليست كافية.. اقترح أن يقابله أحد أكبر المسئولين في الدولة شخصياً لأنه لو أحس المواطنون ان تأدية واجبهم بالإبلاغ عن المشبوهين يمكن أن يحمي البلد من كارثة لن يتردد أحد.
هيثم بطل حقيقي.. كرموه بالشكل اللائق ولا تسرقوا منه الأضواء بحثاً عن مجد زائف.