قد نكون دولة تأخرت كثيرا في تطوير منظومة التجارة الداخلية الأمر الذي ترتب عليه تحقيق خسائر بالمليارات بسبب سوء التخزين وهدر المنتجات وزيادة عدد حلقات التداول.. وقد نكون أيضا دولة اعتمدت علي التجارة العشوائية نتيجة لانتشار صناعة بير السلم وعدم وجود رؤية وتخطيط سليم.. ولكن ما سمعته من اهتمام الرئيس السيسي وتأكيده علي ضرورة سرعة توفير الأراضي لإقامة مناطق لوجيستية بالمحافظات ومراكز تجارية كبري يؤكد أن الدولة وضعت يدها علي بداية الطريق الصحيح لتعديل مسار التجارة الداخلية في مصر.. في معظم دول العالم تجد مناطق الشراء سواء للسلع الغذائية أو الاستهلاكية بصفة عامة علي أطراف المدن.. وتجد بجوارها مناطق خدمات متكاملة بجانب مناطق ترفيهية تسمح للأسر بشراء الاحتياجات وقضاء يوم كامل في ضواحي المدينة.. أسعار السلع في التجمعات تقل بكثير عن تجارة التجزئة لأن كم المبيعات يكون مرتفعاً وهامش الربح محدوداً.. أعرف أن الدكتور علي مصيلحي وزير التموين النشيط لديه رؤية وفكر في هذا القطاع تحديدا ولكنني أطالب الدكتور مصيلحي بالاعتماد علي جيل جديد من الشباب يستطيع أن يساهم في تحقيق الفكر المتطور مع ضرورة تشجيع القطاع الخاص في الداخل والخارج علي الاستثمار في هذا القطاع المربح جدا.. لو أحسنا إدارته.. مشاكل مصر كثيرة والحلول ممكنة بشرط وجود أفكار قابلة للتنفيذ ومن قبلها إدارة قوية تستطيع أن تلزم الجميع بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.. تطوير التجارة الداخلية يعني تحقيق استفادة كبري للفلاح والتاجر والمستهلك وسنجد أنفسنا في النهاية نحصل علي سلع عالية الجودة وبأسعار عادلة بدلا من الاستغلال غير المبرر مِن التجار للمستهلكين.. وتحيا مصر.