جلال دويدار
٥٠٠ مـليار جنيـه لإنهاء عزلة سيناء وحمـاية مصـر «١»
ليس من وسيلة لعلاج عودة سيناء إلي حضن الوطن مصر.. سوي بالتنمية الشاملة القائمة علي استغلال ثرواتها وتزويدها بالمرافق لصالح أهلها والجذب السكاني. من المؤكد أن تنفيذ هذه الاستراتيجية سوف يسهل علي أهل سيناء حياتهم ويجعلهم يقدسون انتماءهم وولاءهم لهذا الوطن. هذه الحقيقة كانت موضع الرؤية الثاقبة للرئيس الراحل انور السادات باعتبارها مطلباً أساسياً وحتمياً. كان ذلك محصلة بحث ودراسة بعد الانتصار الذي حققته قواتنا المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة. هذا التوجه الاستراتيجي توصل إليه التفكير بحتمية.. المشروعات التنموية لتحقيق هذا الهدف.
كانت بداية مشروعات التعمير شبكة من الطرق تولاها وزير التعمير الأسبق حسب الله الكفراوي لربط أوصالها وتسهيل عمليات الاستثمار السياحي التي اتخذت من شرم الشيخ قاعدة لها. هذه المدينة شهدت تعميرا واستثمارات بعشرات المليارات من الجنيهات باشراف وزير السياحة الأسبق فؤاد سلطان.
هذا التحرك من جانب الرئيس السادات- الزعيم الذي سبق عصره -كان وليد الإيمان بخطر الاهمال والنسيان الذي عاني منه هذا الجزء الاصيل والغالي من أرض مصر. كان علي إدراك كامل بأن هذه المعاملة الشاذة كانت باباً واسعاً للنيل من الانتماء والولاء للوطن.
ليس خافيا أن عدم الاهتمام والرعاية بتبني هذه الاستراتيجية بعد رحيل السادات كانت عاملاً مهما في الشعور بالتهميش والانعزالية. جري استغلال هذه الحالة من جانب جماعة الارهاب الإخواني بعد ان تولت حكم مصر بمساعدة ومباركة العملاء وضعاف النفوس والقوي الاجنبية. وفقاً لأهداف ومبادئ هذه الجماعة تم تحويل سيناء الي مخزون احتياطي لممارسة إرهابها الذي هو جوهر اساسي من فلسفة تأسيسها ونشأتها.
في إطار هذا المخطط الاجرامي اصبحت سيناء مأوي وملجأ للإرهابيين كان في مقدمتهم المجرمون الذين كانوا في السجون لتنفيذ أحكام جنائية. أفراد هذه العصابة كانوا قد هربوا في كارثة اقتحام السجون مع قيادات هذه الجماعة أثناء ثورة 25 يناير 2011.
كل هذه التطورات كانت ضمن خلفية عبد الفتاح السيسي تم اكتسابها من خلال مسئولياته إبان توليه مسئولية المخابرات الحربية ثم بعد ذلك وزارة الدفاع. واندلعت ثورة الشعب في 30 يونيو 2013 لشلح جماعة الإرهاب الإخواني عن حكم مصر. نجاح هذه الثورة في تحقيق أهدافها تم بدعم ومساندة قواتنا المسلحة بقيادة السيسي. وتقديراً من الشعب لهذا الدور البطولي المنقذ جري انتخابه رئيساً وقائداً لمصر المحروسة. كان لابد وعلي ضوء ما حدث ويحدث أن تكون هناك استراتيجية حازمة لمواجهة الارهاب الذي يأخذ تعليماته من القيادة الإخوانية.. تأكد ذلك علي لسان القيادي الإخواني البلطجي »البلتاجي» في اعتصام ميدان رابعة الذي استهدف ارهاب الدولة وشعب مصر. هذا الدور الخياني تمثل في التهديد الذي تم تفعيله بأن عدم عودة الجماعة إلي حكم مصر سوف يعني تحرك عصابة الإرهاب في سيناء لضرب أمننا واستقرارنا. لم تضع هذه الجماعة الارهابية في اعتبارها قوة التصدي البطولي لهذا الإجرام الذي تقوم به قواتنا المسلحة والشرطة لاجهاض هذا المخطط والعمل علي اقتلاعه والقضاء عليه.
وللحديث بقية