الجمهورية
مصطفى مشهور
40 عاما من "الحلم"
انقضي 40 عاما من العمر .. بل من الحلم والذي مهما طال سوف نستيقظ حتما منه علي الحياة سواء كان كابوسا او خيرا باذن الله ورحمته.پ
اربعة عقود لم اشعر بها. ورغم صراعات الحياة واحزانها وافراحها الا انها مجرد زكريات يمكن ان تمر علي ذاكرتك في دقائق او حتي ساعة مثل الخواطر ..
ايام تمر واعوام تنقضي والحقيقة الوحيدة ان ما تبقي من العمر مهما طال او قصر سوف يذهب كما ذهب سابقوه.. فقدنا احبابا وانقضت احلام وتجددت اخري .. فقدنا كثيراً من الملذات الشخصية واستبدلت بدعوات لابنائنا واخواتنا الصغار لتنحصر ملذاتك وترتبط بغيركپمن الابناء والاهل والاحباب. هذه هي الدنيا.
لم نكن ملائكة. وضمائرنا لم تتركنا فريسة سهلة للشياطين .. جاهدنا النفس قدر المستطاع واخفقنا كثيرا امامها.. يا رب رحمتك بنا.
أحمد الله علي السراء والضراء.. اهداف ونعم كثيرة لم اكن احلم بها تحققت معي .. حتي وان تأخر بعضها عن ميعاد طلبها وجاءت بعد فقدان لذتها لكني مؤمن انها حكمة وخير وقدر.
من هم في سن الستين ينظرون الينا اننا في مقتبل العمر ومن دون العشرين عاما اننا في بداية نهايتها .. لكني اري اننا جميعا في "الحلم". ولا نأخذ منها او تحل البركة في الاعمار الا بقيمة التسامح والحب والرضا .. وتنقطع بالصراع والكره والبغضاء.
إن كنت في الأربعين أو اقتربت من الأربعين. أو تجاوزتها بقليل. اعرف أنه العمر الوحيد الذي خصه القرآن بدعاء مميز "حتي إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلي والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت اليك وإني من المسلمين".
في الأربعين نكتشف بياض الشيب قد بدأ علي رؤوسنا إن لم يكن قد بدأ سابقا. ويبدأ كذلك ضعف البصر فيقبل كل منا علي نظارة القراءة لتصبح جزءاً من محمولاته اليومية. ويبدأ السؤال القاسي : ماذا أنجزت؟ .. وإذا لم ترجع لربك وقد بلغت هذا العمر فمتي ترجع يا بن آدم؟
إنه سؤال يهز القلوب ويشغل التفكير. فالمشكلة أن الأيام تمر أسرع مما نتوقع . ألم تنظر خلال طفولتك إلي من هم في سن الأربعين علي أنهم شبعوا من دنياهم ؟
أما اليوم فإننا نري بأننا لم نحقق الكثير مما وضعناه لأنفسنا. وأن السنوات تجري بنا ولا تعطينا فرصة لكي نصنع ما نريد .
ننظر إلي والدينا إذا كانا موجودين أو إلي أحدهما فنشعر أنهما كنز وعلينا أن نؤدي حقهما ونبر بهما , وننظر إلي أبنائنا فنراهم قد غدوا إخوانا لنا ينافسوننا طولا وعرضا و ينتظرون صحبتنا , كذلك ننظر إلي الاحباب والأصحاب فنشعر بسرور غامر لوجودهم حولنا. كما ننظر إلي تقصيرنا وأخطائنا فنري أنها لا تليق بمن هو في الأربعين عمرالحكمة والتوازن والرصانة والعقل.
اللهم أحسن خاتمتنا وتوفنا وانت راض عنا واعف عنا يا ارحم الراحمين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف