الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ماذا لو محونا الأمية؟
ونحن مقبلون علي انتخابات رئاسية جديدة تعالوا نتخذ خطوة في طريق الحكم الذاتي للمحافظات لتخفيف العبء عن الحكومة المركزية المتمثلة في العاصمة مثل كثير من الدول الكبري.
مثلاً.. ماذا لو اقمنا مسابقة كل عام في محو الأمية رجالاً ونساءً.. سبب إقامة هذه المسابقة أنني قرأت منذ فترة أن محافظة الوادي الجديد ليس فيها أمي ولا أمية واحدة.. وكان عدد الأميين ضخماً في هذه المحافظة البعيدة.. وان سبب هذا الإنجاز الرائع هو تعاون المحافظة مع إدارة قومية اسمها "جهاز محو الأمية" وهو جهاز يشمل كل المحافظات.
***
وهناك سبب آخر لإقامة هذه المسابقة عام 2018.. وهو إقامة المسابقة في عام الانتخابات.. زمان.. أيام الأحزاب كانت أسرتي لها ثلاثة برلمانيين بين مجلسي النواب والشيوخ.. وكنت أسمع دائماً أن زيادة نسبة الأمية تساعد علي انتخاب عدد كبير من غير المستحقين.. فمهما كانت الإعلانات والسرادقات والتبرعات ومشروعات المرشحين والهتافات والمرور بين البيوت في مظاهرات تهتف بالاسم.. الناخبون سينسون الاسم الذي ملأ الاسماع وملأ اليفط في الشوارع وفوق المباني.. سينسي الفلاح الاسم حينما يقف خلف الستارة ومعه قلم لم يمسكه في حياته وأمامه ورقة لا يستطيع ان يقرأ ما فيها من الأسماء.. لذا تجد كثيراً من الفلاحين لا يذهبون إلي مقار الانتخابات إلا قسراً محمولاً في السيارات.. ومع ذلك لن يستطيع الفلاح في أغلب الأوقات معرفة أين الاسم الذين يريده علي الورقة!!
هذه الحكايات معروفة من زمان.. منذ كان هذا القول المشهور: "سننتخب مرشح سعد زغلول حتي لو كان حجراً ثم يدخل الفلاح وراء الستارة ولم يقرأ اسم المرشح المطلوب"!!
***
والاحصائيات بتاعت زمان كانت تقول ان انتخابات الصعيد أكثر دقة ونزاهة من انتخابات بحري.. لماذا؟؟.. نسبة الأمية في الدلتا أضعاف نسبتها في الصعيد.. ثم الصعيد منظم بعائلات كبيرة مشهورة وعددهم كبير.. ومعظمهم ان لم يكن كلهم بنوا مدارس ومساجد والأهالي يحفظون اسماءهم.
***
من أجل ذلك تكون المسابقة بين المحافظات.. المحافظة التي محت أمية أكبر عدد لها جائزة عينية لا مادية.. مدرسة أو جامعة أو مستشفيات.. أو التوسع في أراضي فضاء ملاصقة لاحدي القري أو عدد من القري.. والاراضي الفضاء ستباع في المزاد.. حصيلة المزاد مشروع أو مشروعات أخري.. المهم التنافس والحركة وتتحول المحافظة إلي مدن حديثة.. وتدخل التكنولوجيا الريف.
وممكن اطلاق اسماء العائلات المتبرعة بالأرض أو المال علي ما تبرعوا به.. وهذا يشجع عائلات أخري علي التبرع وهكذا!!
***
هذا بالنسبة لمحو أمية الكبار..
ياريت هذا يكون موازياً لأحد بنود لائحة طه حسين "1950".. الطفل الذي بلغ خمس سنوات ولم يلتحق بمدرسة إلزامية ليتعلم القراءة والكتابة ويحفظ بعض آيات جزء عم.. هذا الطفل تتم محاكمة ولي أمره فوراً.. فإذا كان الطفل التحق بالمدارس الأجنبية.. براءة لولي الأمر.. وإلا محاسبته بالغرامة وربما السجن مع الحاق الطفل بالمدرسة الإلزامية أيضاً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف