كم استنفذتني حلقة »صدي الرياضة» التي قدمها د. عمرو عبدالحق في صدي البلد الجمعة الماضي، حول أزمة التعليق علي شاشات التليفزيون، لأن أحد من ضيفية.. الزميلين أحمد الخضري وعلاء عزت.. لم يرددوا جملة: »أن كل من هب ودب» دخل هذا المجال الخطير في غفلة من الزمن.
والغفلة.. كانت بعد »هوجة» يناير 2011.
والقصة باختصار.. أن لجنة إختيار وتقييم المعلقين التي يرأسها الاعلامي القدير فهمي عمر.. والتي انضممت إليها وأشرف بعضويتها بعد 2011 إلي جوار أساتذة محترمين.
هذه اللجنة استبعدت معظم هؤلاء الذين ينتشرون في القنوات حاليا.. والسؤال الذي ينبغي أن يتم الإجابة عليه هو: »كيف ولماذا عادوا»؟
الإجابة.. هي أنه بعد »الهوجة» التي كادت تعصف بالبلاد لولا العناية الإلهية.. وقتها كانت ظاهرة الانفلات، والوقفات، والأزمات والإحتجاجات الفئوية، وكان المسئولون مترددون.. وخائفون.. ومن ثم كانوا يستجيبون للضغوط، ومنهم القائمون علي اتحاد الاذاعة والتليفزيون الذين رضخوا.. فأعادوا كل من تم استبعادهم.. وما أن اتسعت رقعة القنوات الرياضية بعد ذلك، حتي وجدوا لأنفسهم أماكن.. وها هم يمارسون دورهم التخريبي للذوق حيث لاثقافة ولاخبرة ولاقبول.. اللهم »شوية فهلوة وأونطة».
اليوم.. وقد عادت الدولة، وتم انقاذها علي يد ابنها »الرئيس السيسي» أمر طبيعي أن يتغير كل شيء إلي الأفضل.. والحمد لله.. إمتدت يد التنمية علي كل القطاعات.. ولا يخفي علي أحد أن التعليق الذي يمثل جزء من سلاح القوة الناعمة لأنه يتبع الاعلام.. مايزال يعاني.
وبما أن العصر الذهبي للتعليق كان يقوم علي النجوم.. أمثال محمد لطيف وحسين مدكور د. علي زيوار والشربيني وحمادة امام.. وانضم إليهم أحمد شوبري ومدحت شلبي.. ثم أشرف محمود.. فقد أرادت اللجنة أن تبحث عن أسماء من نجوم الكرة ليدخلوا إلي البيوت، ولكن للأسف الشديد اعتذر معظمهم لأن المقابل المادي ضعيف في نظرهم.. ورغم أن اللجنة حصلت علي وعود برفع قيمة ما يحصل عليه المعلق النجم في المباراة.. الا أن البحث مايزال جاريا.
الفارق كبير طبعا.. بين نجم فاهم، مؤهل.. وبين آخرين لا فاهمين.. ولا مؤهلين.. وتجري محاولات تنجيمهم!!
.. لا أمل في انقاذ التعليق إلا بعملات جيدة تأخذ مكانها لتطرد العملات الرديئة التي أفسدت الذوق، ودمرت قيم وأصول كانت هي السائدة في الماضي، وتكاد تكون قد إختفت في الوقت الحالي.
إن طرح قضية أزمة التعليق التي اقتحمها بشجاعة الزميل أيمن بدرة رئيس تحرير أخبار الرياضة ورئيس تحرير برنامج صدي الرياضة، لا يكفيها حلقة واحدة.. وكم أتمني أن يدعو العملاق فهمي عمر ليدلوا بدلوه في الكشف عن »بلاوي» ما يجري علي الشاشات.. كما يستطيع أعضاء اللجنة الدين »إتفأعت» مرارتهم ان يرصدوا »المصايب» التي يتفوه بها معلقون لاعلاقة لهم بالتعليق.. وبخاصة الاستاذين كامل البيطار وعادل ماهر.
لقد بات واضحا.. أن الأزمة خطيرة.. بل في منتهي الخطورة، لأن »البيه» المعلق يخاطب الملايين طول ساعة ونصف الساعة يمكنه خلالها أن يقدم كل الوان وانواع التلوث الذي يقضي علي الذوق.. وعلي الاحترام.. ولا مجال إطلاقا لانقاذ ما يمكن إنقاذه إلا بين قوية تبعد الدخلاء الضعفاء.. ثم الاستعانة بعناصر من الأقوياء.. وبرامج أخري لا يتسع لها المجال.