رغم أن ظروفا طارئة حالت بينى وبين المشاركة فى المؤتمر العالمى لنصرة القدس بناء على دعوة كريمة من فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب رئيس مجلس حكماء المسلمين فإننى حرصت على متابعة وقائع المؤتمر عن بعد وأستطيع أن أقول بضمير خالص إن الأزهر الشريف أثبت بهذا المؤتمر الذى اتسع لما هو أبعد من حدود الدول العربية والإسلامية أنه على مستوى المسئولية التى يضطلع بها وعلى قدر الأمانة التى يحملها على عاتقه منذ أكثر من ألف وسبعين عاما لأن القدس -كما حددتها أوراق المؤتمر - ليست مجرد مدينة عربية لها قدسيتها فحسب وإنما هى بوابة السلام العالمى ويتحتم على المجتمع الدولى بأسره أن يتكاتف لمواجهة أزمة شديدة التعقيد نجمت عن قرار غير مسئول من جانب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى أقدم فى تهور واندفاع على اعتماد القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة متحديا بذلك مشاعر أكثر من 4 مليارات مسلم ومسيحى ودون تقدير للعواقب الوخيمة وفى مقدمتها المساعدة على فتح أبواب الشر والإرهاب والكراهية على مصاريعها.
والحقيقة إن مجرد انعقاد المؤتمر بهذا الوجود العالمى الواسع يمثل نجاحا فى حد ذاته لأنه أكد أن شعوب العالم يجمعها حس إنسانى وأخلاقى مهما اختلفت الظروف من شعب لآخر واختلفت تبعا لذلك أسماء الديانات أو أشكال الحكم.
ومن هذا الواقع يمكن القول: إن المؤتمر نجح فى تفجير طاقة ذاتية يمكن أن تشكل قوة دافعة وداعمة للنضال المشروع من أجل الحفاظ على خصوصية القدس كملتقى للديانات السماوية تحت رايات التسامح والتعايش دون تمييز ودون إقصاء ودون أن تكون هناك أى شبهة عنصرية.
كل التحية لشيخ الأزهر الذى تبنى هذه الفكرة التى وضعت القدس فى عهدة الأزهر ونجحت فى تجديد إثارة الشكوك والمخاوف من جانب الأسرة الدولية حول مخاطر عدم تراجع أمريكا عن هذا القرار المشئوم!
خير الكلام:
<< وما من كاتب إلا ستبقى كتابته وإن فنيت يداه!