الأهرام
مسعود الحناوى
اتجاهات .. نبل السيسى .. وخداع إثيوبيا!!
لم أشعر بالرضا والطمأنينة بعد زيارة رئيس وزراء إثيوبيا مصر الخميس الماضي.. فرغم تعدد اللقاءات وتوقيع الاتفاقيات وكثرة التصريحات.. لم يقدم لنا الرجل حلولاً عملية أو إجراءات حقيقية تبدد مخاوفنا المصرية أو تخفف من حدة قلقنا الشديد الذى ينتاب جماهيرنا العريضة.. واستعوض عن ذلك بجمل إنشائية وكلمات معسولة اعتادت بلاده على ترديدها منذ نشوب أزمة سد النهضة!!

نعم كل ما قاله السيد هيلا ميريام ديسالين هو أن أديس أبابا تتفهم أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لنا, وأن النهر لا يمكن أن يكون هدفا للتنافس أو الصراع بين بلدينا, وأن سد النهضة لن يشكل أى ضرر على المصريين ولكنه عنصر مهم للتنمية للإثيوبيين، وإنه سيسهم فى تنمية حوض نهر النيل برمته!!

كلام قديم ومعاد لا يتناسب أبدا مع ما تبديه مصر من مرونة وتعاون وبحث عن حلول وسط تضمن حق إثيوبيا فى التنمية والرخاء والازدهار، وحق مصر فى الحفاظ على احتياجاتها المائية وحصتها التاريخية من النهر الخالد.

لم يقدم لنا ديسالين بدائل لإنهاء حالة الجمود التى تعترى المسار الفنى لمفاوضات سد النهضة واستكمال الدراسات المطلوبة باعتبارها شرطا لبدء ملء خزان السد وتحديد أسلوب تشغيله، ولم يبد موافقة على اقتراح مصر بمشاركة البنك الدولى فى الاجتماعات كطرف فنى محايد للبت فى الخلافات الفنية ودفع المباحثات للأمام، واقترح دخول طرف ثالث بديلاً عن البنك الدولي.. وكل هذه أمور تزيد من مخاوفنا ومشاعر قلقنا فى الوقت الذى يجرى فيه العمل لاستكمال مشروع بناء السد على قدم وساق!!

لقد أبدت مصر نبلاً وتعاوناً وتفهماً لا حدود له مع الأشقاء الإثيوبيين.. وعلى الجانب الإثيوبى أن يظهر فى المقابل مرونة والتزاماً وحلولا ًعملية لعلاج الأزمة على أرض الواقع وليس بالكلام المعسول وحده.. إذا كان حقا يتفهم كما يقول شواغلنا المصرية, ويلتزم الاتفاقيات الثنائية, ويقدر ويحترم العلاقات الأخوية والتاريخية بين بلدينا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف