جلال دويدار
ترامب بسياساته «وفلتان اللسان» أســوأ رئيس في تاريخ أمـــريكا
تتحدث وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية علاوة علي التواصل الاجتماعي عن مظاهرات مليونية في ٣٠٠ مدينة أمريكية ضد سياسات وتصرفات الرئيس ترامب العشوائية والهوجائية. ومحورها.. موقفه المشين من المرأة. هذه المظاهرات الحاشدة تأتي بمناسبة مرور العام الاول من رئاسته للدولة الامريكية. لم تقتصر المظاهرات علي أمريكا ولكنها شملت أيضا عواصم دول أخري مثل كندا والمانيا وبريطانيا. قوبلت هذه المظاهرات في تغريدة تهكم من ترامب أشار فيها إلي أن هذه المظاهرات ما هي إلا احتفال بالنجاح الاقتصادي الذي حققه علي مدي العام الماضي.
الغالبية من المشاركين في هذه المظاهرات كن من النساء اللاتي تناولهن الرئيس ترامب بشكل عام بالتشويه والاستهتار بهن. جاء ذلك عندما تفاخر في تسجيل تليفزيوني بأنه داعب العديد من النساء في مناطق حساسة من أجسادهن دون أن يناله أي عقاب!! ليس من تعليق علي افتخاره بتصرفاته غير الاخلاقية بهذه الصورة سوي أنه سلوك لا يليق برجل محترم فما بالك برئيس أكبر دولة في العالم!!
هذا الرفض لترامب من قطاع المرأة الذي يمثل قطاعا هاما من الشعب الأمريكي.. يشمل أيضا معظم وسائل الاعلام الامريكية سواء المقروءة أو المرئية أو المسموعة. يضاف إلي هذه الفئة المهاجرون المتجنسون سواء من أمريكا اللاتينية أو من الشرق الأوسط أو من أفريقيا وهم يشكلون نسبة لا يستهان بها من المواطنين الامريكيين. هذه المواقف لم يسبق أن تعرض لها أي رئيس لأمريكا بهذه الصورة أو بهذا الحجم. يزيد من مشاكل ترامب خلافه المتواصل مع الطاقم الذي يعمل معه وهو ما تمثل في الاستغناء عن أكثر من واحد منهم.
وفي إطار علاقات أمريكا الخارجية فإن بعض التقارير تتحدث عن خلافات وعدم توافق وانسجام مع العديد من حلفائه الغربيين ومنهم رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي والمستشارة الألمانية ميركل ورئيس فرنسا ماكرون. يأتي إلي جانب هذه الاوضاع التي تؤثر علي هيبة وزعامة أمريكا وسط هؤلاء الحلفاء.. سوء إدارته لعلاقات أمريكا مع دول العالم. أحد الأمثلة علي ذلك تعمد إثارة ثورة غضب في الدول العربية والاسلامية لاصداره القرار الامريكي المؤ جل منذ سنوات عديدة باعتبار القدس العربية عاصمة لاسرائيل ضاربا عرض الحائط بمشاعرهم وقرارات الشرعية الدولية.
هذا الرئيس العشوائي المتخبط الذي صدم مؤيديه والمتعاطفين معه بمواقفه غير المسئولة. امتد نشاطه أيضا إلي اشعال نيران التوتر العالمي مخاصما اللجوء إلي الحلول الدبلوماسية العاقلة والهادئة. كان من نتائج سلبياته السياسية ما وصلت إليه العلاقات مع روسيا - لغير صالح السلام العالمي - إتهمها بالتدخل في مسار الانتخابات التي جرت بداية العام الماضي!! في نفس الوقت فإنه وبدلا من استخدام ضغوطه وتهديداته لإيران لوقف تدخلاتها في شئون جيرانها بالشرق الأوسط.. فإنه اكتفي بإطلاق التصريحات النارية »الفشنك». اكتفي بانتقاد الاتفاق النووي الذي شارك فيه حلفاؤه وروسيا.
الأسوأ والأخطر من كل هذا هو عدم وضوح رؤيته وموقفه من الانشطة الإرهابية في العالم. ليس أدل علي هذه الحقيقة ما يجري علي الارض السورية من ممارسات راح ضحيتها العديد من أطياف الشعب السوري. من المؤكد أن كل هذه القضايا تجعل رأي كل العالم يتسم بالسلبية تجاه شغل ترامب لرئاسة دولة القطب الواحد في العالم. انه وبناء علي كل هذا الذي يتعرض بعد سنة حكمه الاولي يستحق أن يحظي بلقب أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا.