الأهرام
علا السعدنى
علاقة "السقا" و 25 يناير "سري للغاية " !
تسربت مؤخرا علي مواقع التواصل الاجتماعي صور الفيلم الجديد " سري للغاية , للكاتب الكبير وحيد حامد ويخرجه محمد سامي , والذي يتناول أحداث 25 يناير وما تلاها وصولا إلي ثورة 30 يونيو .
وما أن تسربت صور الفنان أحمد السقا تحديدا الذي يؤدي دور الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ كان لواء وحتى أصبح وزيرا للدفاع , إلا وانهالت التعليقات من العناصر المعارضة للنظام الساخرة ووصل الأمر إلى حد السب والقذف واتهامه بالنفاق والتطبيل !

زمان كنا نشاهد الفيلم أو أي عمل فني أولا ثم نقوم بعدها بالحكم عليه سواء بالسلب أو بالإيجاب , أما الآن ومثل أشياء عديدة أصبحت تسير بالعكس , وبالتالي لا مانع أن ننتقد ونهاجم ونوجه أغلظ أنواع الشتائم والسباب لمجرد أن فكرة العمل أو موضوعه لا يعجبنا أو لا يتوافق مع اتجاهاتنا أو " أيدلوجيتنا " الفكرية أو السياسية أو الدينية أو أيا ما كانت !

طبيعي أن تنقسم الآراء حول تقديم مثل هذا الفيلم , لكن من غير الطبيعي أن ينصب كل هذا الهجوم علي السقا دون انتظار مشاهدة ما سيقدمه , هم فقط متأهبين للهجوم عليه لمجرد أنه يجسد دور الرئيس السيسي , علي الرغم أن الفيلم لا يقدم سيرة ذاتية عن الرئيس , وليس قائم علي شخصه تحديدا , بل أنه يتناول كل الشخصيات البارزة في تلك المرحلة الهامة من تاريخ مصر

لذلك فهو يضم أعداد هائلة من النجوم المشاركين ومنهم أحمد رزق " محمد مرسي " , وأحمد شاكر " حسني مبارك " ونبيل الحلفاوي " المشير طنطاوي " ومحمود حميدة " بديع " وخالد الصاوي بدلا من رياض الخولي في دور " خيرت الشاطر وأشرف زكي " عصام العريان " , كما يؤدي محمد رمضان دور ضابط في الصاعقة , بالإضافة إلي عدد أخر من النجوم الكبار الذين يظهرون كضيوف شرف في الفيلم

إذن لم يكن هناك مبرر لهذا الهجوم الإستباقي علي السقا للدرجة التي جعلته يضطر يصدر بيانا علي صفحته الشخصية , يعلق فيه علي كل ما تم تدواله عنه وعن الفيلم , وخصوصا ما تعرض له من سباب ليس له فقط بل لأبيه وأمه , كما أضطر النجم الشهير أيضا أن يتحدث عن بعض الخطوط العريضة لباقي شخصيات الفيلم , ومنها أحمد رزق الذي يجسد الرئيس مرسي , وحسب ما أكد السقا في بيانه أن الفيلم لن يتعرض بالسخرية له علي الإطلاق !

لم يعجبني ما قاله السقا في بيانه بأن الفيلم سيكون حيادي مع كل الشخصيات , فهذا معناه أن الفيلم مجرد ناقل للأحداث فقط , ومع احترامي الشديد فالعمل الفني لابد أن يحمل وجهة نظر واضحة للمؤلف حتى لو اختلفت مع الآخرين وإلا أصبح مجرد فيلم تسجيلي أو وثائقي فحسب

الفيلم إلي الآن وباستثناء تسريبات الصور مازال مثل أسمه " سري للغاية " , حيث يتكتم صناعه نشر أي تفاصيل عنه ولا عن موعد عرضه , ولذلك كل ما يتم تداوله عنه فهو مجرد تكهنات فقط

حالة الجدل المصاحبة لتقديم هذا الفيلم طبيعية جدا , فهناك من يرفضه بحجة أنه من المبكر جدا عمل فيلم عن الأحداث السياسية السابقة خاصة وأن الحقائق عن تلك المرحلة لم تتكشف بعد , ومازال الغموض هو سيد الموقف وحتى وقتنا هذا !

أما المؤيدين للفيلم فليس لديهم مانع من تقديم وجهات نظر متعددة ومختلفة حول تلك الأحداث , ويعتبروا الرفض المجهز له أمر غير منصف علي الإطلاق , وبالتالي لا يصح الحكم عليه قبل مشاهدته , ومعهم حق طبعا لأننا في النهاية أمام فيلم سينمائي , وهو أن كان يبدو لنا الآن " سري للغاية " فكلها أيام أو شهور قليلة ويصبح جاهز للعرض ووقتها فقط يجوز لنا الحكم عليه وإما يعجبنا أو نرفضه ونهاجمه بشدة !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف