جريدة روزاليوسف
كمال عامر
أمن بلدى.. وأسرتى
■ فى الفترة من 25 يناير 2011 حتى 30/6/2013 لقد عشنا فترة صعبة.. لم يعد أحد فى مصر آمنا على نفسه أو أسرته أو على البلد بشكل عام.
الشوارع سيطر عليها أصحاب التكاتك وسائقو الميكروباص.. وقلة الأدب.
وحتى لا ننسى ونظرا لانشغالنا بالحياة يجب أن نتوقف للتعمق فيما كنا فيه.. على الأقل لنقارن كيف كنا وما نحن عليه الآن؟
لى تجارب شخصية أثناء تلك الفترة.. ولأننى أقيم فى المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية، فقد عاصرت أدق تفاصيل ما حدث هناك وهو صورة مصغرة لما كانت عليه مصر وقتها.
أمام قصر الاتحادية لم يعد هناك أى صورة من صور الأمن.. جماهير غاضبة ضد حكم الإخوان.. وأنصار الرئيس الأسبق مرسى يحكمون قبضتهم على القصر والشوارع المحيطة به.
كل أنواع العنف.. رصاص.. غازات.. خرطوش.. وسرقات بالإكراه.. وحصار إخوانى لمداخل الشوارع لدرجة أننى فشلت أكثر من مرة فى عملية الوصول لمنزلى برغم وصولى لنقطة تفصلنى عنه لمسافة 72 مترا!
أمام الاتحادية.. تعرضت وأسرتى للموت أكثر من مرة.. وتخيل وأنت فى الشارع ومحاولة حرق الجراج الذى تسكن فيه سيارتك.. والانزعاج والخوف الذى ينتابك من جراء أصوات الرصاص والصراخ وخوفك على بلدك وأهلك والأصدقاء والمعارف و..
ملايين من المترددين على المناطق المحيطة بقصر الاتحادية كانوا هناك..
كنت فى كل لحظة من أيام الحراك الأول.. أسأل عن أسرتى للاطمئنان عليها.. ثم بمرور الأيام.. اقتنعت بأن الخطر يسيطر ويطارد كل المصريين والموت يحيط بهم من كل جانب.
غاب الأمن عنا فى العمل وأثناء ذهابى إلى شارع قصر العينى يوميا.. ومرورى بسيارتى من شارع السيدة زينب.. يعترضنى حاملو السكاكين.. أغلق زجاج سيارتى ظنا منى بأن السكين لن تصل إلىّ.. ومرات وجدت نفسى داخل مظاهرة إخوانية.. كانت قد انتقلت من رابعة إلى نادى الحرس الجمهورى.. ومرة فى مدينة نصر وأخرى فى ميدان عبد المنعم رياض.
الموت يحيطنى من كل جانب.
فى الأيام الأولى من يناير 2011.. ابن شقيقى محمد أحمد أبو الخير.. أثناء عودته من القاهرة إلى مدينة كفر شكر.. تم إيقافه وسرقة سيارته وهذا الحادث كان أول عملية سرقة سيارات التى ضربت مصر وحرمت البسطاء من سيارة دفعوا فيها شقى عمرهم.
وبعد مفاوضات، دفع محمد 20 ألف جنيه.
■ ■ الموت يحيط بنا من كل جانب وشاهدت كل مظاهر الغضب بكل أشكاله.. وما زلت أحتفظ فى مكتبى بعدد من فوارغ الرصاص والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع أمام قصر الاتحادية.. ولأول مرة أتأكد أن هناك من يموت تحت الأقدام دهسا.. عندما حاصرت الجماهير قصر الاتحادية قطعت مسافة 1400 متر فى ثلاث ساعات وكدت أن أفقد حياتى وقتها أدركت أن الموت دهسا أمر وارد ووصل إلى مصر.
أحداث الاتحادية من قتل وسحل عشتها.. عشنا أيضا إطلاق الرصاص على سيارات مسئولين.. وشاركت فى أدق التفاصيل.. بدءا من صناعة وتحديد اتجاهات الغضب حتى القصر.
وقتها سيطرت على ذهنى أفكار فى وجود أولويات حياتية.
كان الأمن هو مطلبى.. أمن بلدى.. وأمن أصدقائى.. وأسرتى.
لم أكن أعرف القيمة الحقيقية لتلك الكلمة، حيث لم نواجه خلال حياتنا أى تهديدات من النوع الذى طاردنا بعد يناير 2011.
كنت أدعو الله سبحانه وتعالى أن يرفع السحابة السوداء البشرية التى تهددنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف