جريدة روزاليوسف
محمد صلاح
انتهازية الإخوان
خرجت الأفاعى من جحورها، تبث سمومها، وتثير الرعب والخوف بين المصريين الآمنين، فقد اكتملت أركان الصفقة المشبوهة، ومنح مرشح «نص الليل» قبلة الحياة لعناصر الجماعة الإرهابية، لتمارس أقذر أساليبها الانتهازية، لاختطاف الوطن من جديد، بعدما نجح الشعب المصرى وأبطال القوات المسلحة والشرطة فى إحباط مخططاتهم الإرهابية.
جماعة الإخوان التى اتخذت من المبدأ الميكافيلى «الغاية تبرر الوسيلة» شعارا لها، عادت لتمارس سياسة الابتزاز بتحالفها الشيطانى مع الفريق سامى عنان الذى سبق وأن تولى منصبًا قياديًا بالصدفة البحتة، والذى خالف جميع التقاليد العسكرية الخاصة، فضلا عن تحريضه ضد القوات المسلحة ومؤسسات الدولة، وتزويره فى أوراق رسمية بإدارج اسمه فى كشوف الناخبين، وهى جرائم تستوجب العقاب.
لست ضد ترشح «مسئول الصدفة» للانتخابات الرئاسية، فهذا حق كفله الدستور لكل مواطن إذا كان مستوفيًا للشروط القانونية، ولكننى أرفض تحالف الشيطان مع جماعة الإخوان ومن وراءها أمريكا وقطر وتركيا، وهو تحالف يهدف بالضرورة إلى ممارسة الضغط على السلطة السياسية لإعادة الجماعة الإرهابية إلى المشهد السياسى، بعدما فرضت على عليه 6 شروط مذلة لدعمه فى الانتخابات، ولكن خريطة الإخوان الانتهازية حتمًا ستتغير خلال الساعات المقبلة.
أمريكا تسير على نفس الدرب، فعلى مدار تاريخها تمارس أساليب مختلفة للضغط على صانع القرار فى مصر لتنفيذ أهدافها، فقد سبق وفتحت خطوط اتصال مع جماعة الإخوان للضغط على نظام مبارك، والآن واشنطن تدعم رجلها فى مصر، للضغط لتمرير صفقة القرن، والتى تستهدف اقتطاع 720 كيلو مترا من سيناء مقابل 720 كيلو مترا فى صحراء النقب.
رجل الأمريكان والإخوان قرر أن يقامر بتاريخه ويتاجر بمستقبل مصر وأمنها القومى، وجعل من نفسه دمية لكى يفقد الشعب المصرى ثقته فى قياداته الذين يقومون بمهام مقدسة للدفاع عن أمن واستقرار الوطن.
علاقة عنان بأمريكا ليست وليدة اللحظة الراهنة، بل ترجع إلى أحداث 25 يناير، فلم يمانع مسئول الصدفة أن تصبح جماعة الإخوان بديلًا لنظام مبارك بناء على نصيحة عراب التطبيع سعد الدين إبراهيم، حيث طلب الرئيس الأمريكى أوباما من مبارك التنحى، بعدما قال عبارته الشهيرة « ناو إذ ناو»، وفى هذه المكالمة اقترح أوباما على مبارك تشكيل مجلس رئاسى يضم سامى عنان ومحمد البرادعى وغيرهما وهو ما رفضه مبارك.
ولتنفيذ مخططات أمريكا والإخوان عقد مسئول الصدفة لقاءً سريًا مع الجنرال جيمس ماتيس الرجل القوى فى عهد أوباما والذى صار وزيرًا للدفاع فى حكومة ترامب، وعندما عاد للقاهرة، طرح على المشير طنطاوى مرة أخرى الاقتراح الأمريكى بتأسيس مجلس رئاسى، وإعلان مواقيت محددة لإنهاء الأزمة وهو ما رفضه المشير.
منذ ذلك التوقيت، ظلت العلاقة السرية ممتدة بين الإخوان ومسئول الصدفة، وسبق وأن أعلن يوسف ندا القيادى الإخوانى قبل عام عن فتح قنوات اتصال مع قيادى بالقوات المسلحة دون أن يحدد اسمه، لدفعه للترشح للانتخابات الرئاسية، بإيهامه بوجود قاعدة شعبية تضم عناصر الإخوان والمعارضين للنظام السياسى، من خلال خطة مشبوهة بتشويه الإنجازات التى حققها الرئيس عبد الفتاح السيسى عبر قنوات الجماعة الإرهابية.
المؤامرة كشف خيوطها الإخوانى عمرو عبد الهادى، الذى قال إن الهارب إلى تركيا أيمن نور رئيس قناة الشرق ضم عنان إلى جروب عبر «الواتس آب»، يتواصلون من خلاله لإصدار البيانات التى تحرض ضد الحكومة المصرية، ولم يعترض مسئول الصدفة على تحالف الشيطان مع صاحب قناة الشرق ومن خلفه المخابرات التركية وقيادات الجماعة الإرهابية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف