مرسى عطا الله
25 يناير .. «انسف حمامك القديم»!
فرق كبير بين أن تكون معاديا بالمطلق للشيء وبين الحق فى نقد الشيء والذى جرى فى 25 يناير 2011 بدا مفهوما فى بدايته، ومن ثم كان من الصعب معاداته بالمطلق ولكن تطورات الأحداث وانكشاف الخبايا والأسرار ــ فيما بعد ــ هو الذى أدى إلى نقمة شعبية وغضب مجتمعى ضد كل ما جرى بعد أن جاءت النتائج كاشفة وفاضحة فى يوميات الفوضى والخراب والدمار والنهب والحرق والدم والأشلاء وبروز للأحقاد ورغبات الانتقام وانزلاق مخيف لتفتيت مفهوم الدولة الوطنية لحساب مشروع كونداليزا رايس لنشر الفوضى الهدامة على غرار الإعلان الشهير «انسف حمامك القديم»، وليس مهما حينئذ أن تقضى حاجتك فى العراء إلى أن تتمكن من تشييد حمامك الجديد!
واليوم تحديدا يوافق زمنيا موعد الذكرى السابعة لأحداث 25 يناير التى مازال البعض يعتبرها أمجد ثورة فى التاريخ، بينما يرى غالبية المصريين عكس ذلك تماما منذ الخروج الكبير فى 30 يونيو 2013 لأنه بعد أن توهموا فى البداية أنها نعمة من السماء وإذا بالأيام تثبت لهم أنها كانت نقمة من الأقدار وأن رائحة المؤامرة فيها غلبت على رائحة الغضب.. يدرك المصريون اليوم أن الربيع الموعود تمخض عن خريف تساقطت معه العديد من أوراق القوة للوطن المفدى الذى بدأ يلملم جراحه ويجفف دماءه ويسابق الزمن لاستعادة عافيته من خلال تنظيم وترشيد تجارة الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات وإخضاعها للقانون حتى يمكن دفع عجلة العمل الوطنى لإعادة الدوران بكل قوة.
وفى ظنى أن مصر العظيمة سوف تتمكن بعون الله من تحويل هذه المحنة إلى منحة باتجاه البناء المنشود لوطن تتكافأ فيه الحقوق والواجبات، وتعلو راية العدالة الاجتماعية فوق كل الرايات وفق سياسات اقتصادية جريئة قد تبدو بمنظور اللحظة سياسات قاسية ولكنها فى مضمونها تمثل جراحة الشفاء الكامل للجسد الاقتصادى العليل التى لم تعد تجدى معه المسكنات والحقن المهدئة!
خير الكلام:
<< غالبا تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن!