اللواء محمود زاهر
رأي في قضية قومية - سياسة الإسلام لله .
قال وكأنه يشهدني علي نفسه.. الحمد لله أن عيناي باتت لا تدمع إلا بذكر الحق.. وذكر ما أحق.. وهكذا قلبي لكريمة القرآن مصر رق.. وبحبها خفق ودق.. وأصبح ذلك عهدا بصك.. أنا به مقاتل كل من أراد بها شق.. وللحق وما أحق عق.. فقلت.. هذا حسبان راق.. قال إنه حسباني .. فما أخذي وعطائي سوي أثقال بميزاني.. وما نقصان ثقله إلا من خيانة نسياني.. وأحيانا ظني بأن بعض الإحقاق بيد المفطور إنساني.. ولكني لا ألوم ضعفه ولا حتي غلبة شيطاني.. بل نفسي ألوم وهواها إن أغواني.. وحينذاك آخر ساجدا أرجو العفو من الذي للإيمان به هداني.. وعن من دونه أغناني.. ومن سلسال فتنة السلطة نجاني .. التي سقط فيها أثنان وعافاني.. الحمد لله.. رفعني عهدي وتدني غي عناني..
كأني بك تتستر خلف نغم كلماتك.. فلما لا تكاشفني بواقع ما يحيط بنا.. عساي أفهم وأهتدي.. فمثلي ملايين بها شك وحيرة.. تسمع من علو الذات ما أصم أذنها.. وتري بنيانا عظيما لا تري فيه مكانا لها.. تستشعر بأفئدتها بالأفق أخطارا وتتساءل كيف سترد فسادها بوهنها.. تري الحاضر سكونا يسبق عاصفة لا تدري من أين سيأتي ريحها.. إنها تريد أن تفهم حتي تثبت أقدامها وتصون وتحمي بيتها.. حدثني بكلمات أفهمها.. حدثني عن من سقط ولم يترد.. وعن ذاك العنان الذي تردي وهوي.. حدثني عنك وكيف نجوت عسانا ننجو جميعا.. حدثني عن ما يواجهني الآن.. عن رئاسة بلدي وقمتها.. حدثني.. حدثني..
سأحدثك .. وأكاشفك بقدر ما أستطيع من حق بناء لا جرح فيه ولا شق هدام.. وأكرر مؤكدا استمساكي واعتصامي بالحق.. رغم أن المكاشفة بالحق هي أمر ثقيل وغير مقبول أحيانا من ذاتية الإنسان التي لا يخلو إنسان من وجودها وقوامتها بنفسه أي كان مقدارها صغيرا أو قليلا بجهاده ومجهادته لها.. ولذا سأبدأ مكاشفتي.."لك".. بها.. ثم أحاول ترتيل حديثي في نقاط واقعية محددة إن شاء الله :
1- سيدور حديثي حول كريمة القرآن .."مصر".. اليوم منذ عام 2013 حتي كتابة هذه الكلمات.. بما في ذلك معركة انتخابات الرئاسة كمنطلق لغد أفضل بإذن الله.. غد أفضل جهدا واجتهادا.. غد متطهر من الذاتية وعدم إحقاق الحقوق حتي ولو كان التطهر مجرد الاعتراف بالحق إن كان إحقاقه غير متاح .
2- أن يعتقد أي إنسان.."مصري".. أنه غير مديون لأحد.. فعليه أن يعلم عدة أمور هامة منها.... أن ذاك الإعتقاد دليلا علي أن مرض الذاتية متمكنا منه.. وأن تلك الذاتية ستكون ناقضا للتطهر.. بل وبوتقة مضادة بما فيها من احتقان أنفس أصحاب الحقوق وذاك أمر غير نافع ولا صالح ولا داعم للغد خاصة أن أعداء مصر ترصده وتستغله توظيفيا.. بل وقد تم توظيفه بالفعل.. والأهم.. أن كل منا مديون لله.. ولمصر.. ولمن أسس سبيل رفعة قامتها بل وسبيل ذاك الناقض لمديونيته .."فكلنا دائن ومدين" .. والاعتراف بذلك هو رباط نسيج قوتنا التي نحن في حاجة مستديمة لها .." وخاصة اليوم".. والنفع العام حق يحق النفع الخاص..
3- دستورنا.. يتحتم أن يكون هو علمنا الإدراكي التوظيفي لبلوغ .."القوة الشاملة بتكامليتها" .. فهي بثقلها.. المعيار الوحيد في ميزان القوي دوليا.. وهي سند التواجد المتزن باستقراره النمائي كسبب يأتي بعد التوكل اليقيني علي المسبب .."الديان".. وما تبقي من مظاهر ظاهر السياسة سيأتي بعدها رغم أنفه.. ودون ذلك نتوه ونضل في مظاهر السياسة المصنعة إنسانيا..
4- "مصر".. قدر قوي كريم المقام قدره القدير سبحانه وتعالي .."وأحقه وأحق قوامته إلي يوم الدين".. إن حافظنا عليه حفظنا بحفظ الله له.. وإن فرطنا فيه انفرطنا وذهبنا خاسرين.. وظل هو قائم يستولد من هم خير منا..
5- بمفهوم البند السابق وأسس تقديره.. اتسم قدر مصر سياسيا إستراتيجيا بقهرية قانون.." سد الإحتياجات المادية والمعنوية" .. وما ينتجه سياسيا من صراع تواجد وبقاء دولي .."بسمة القدر الحاكم".. نعم قدر جغرافي وتاريخي سياسي اقتصادي عسكري حاكم.. وهكذا بات مطمعا لكل طامع سواء كان فردا أو جماعة أو دولة.. بصورة منفردة أو جماعية مخططة سياسيا.. والتاريخ الممتد للحاضر يشهد بثبوت ذلك عمليا..
6- إستراتيجية الدول الطامعة في قدر مصر والتي فشلت بتاريخ عام 2013 في تحقيق مسعاها.. ومازالت تصر علي النجاح .. تري في الانتخابات المصرية الرئاسية .."فرصة".. لبلوغ ذاك النجاح من خلال الدفع بمرشح لها ودعمه بكل الوسائل حتي تمتلك قرار مصر السياسي والتحكم فيها بما يخدم مطمع ذاك النجاح الباطل..
7- خططت تلك الإستراتيجية العدائية لكيفية انتقاء ذاك .."المرشح الخادم لها".. فوجدت أنه لابد أن يكون من المؤسسة العسكرية التي يثق الشعب المصري بها ويحبها.. ويتميز بثلاثة شروط هي كالأتي :
أ- له تاريخ سياسي وعسكري معلوم لدي الشعب المصري
ب- به ذاتية نفسية كبيرة وقد تم جرحها فباتت محتقنة بالتشوق للانتصار
ت- يقبل التعاون "العمالة" علي حساب حق مصر
8- وقع الإختيار علي ثلاثة.. أفضلهم نقاء وتاريخا وحبا وقبولا لدي المصريين.. ورغم ما به من جرح عدم إحقاق حقه بالزمن الوحيد الذي يتيح إحقاق حقه وهو زمن حكم الرئيس السيسي.. إلا أنهم فشلوا فشلا ذريعا في مجرد استمالته بكل الوسائل غير المباشرة ثم شبه المباشرة.. بل ما حصدوه كان شدة عدائه لهم وتمسكه المعهود بمصر ومن يعمل لصالحها.. أما الثاني الذي مال لهم وأعلن ترشيحه عاد وتراجع حينما تمت مراجعته وأدرك فداحة عدم صواب قراره.. أما الثالث والذي كان يسعي إليهم منذ الإنتخابات الرئاسية السابقة التي تراجع عنها بعد إعلانه الترشيح لعدم قبول عصابة أعداء مصر له حينذاك.. وبالتالي وجد نفسه معدوم الفرصة فتراجع .. هذا الثالث صار اختيارهم المتاح وهكذا تم تأكيد ما كان مؤجل تأكيده في سبتمبر عام 2016 بموسم الحج..
9- من الهام جدا ونحن نتحدث إعلاميا أن نجيب علي سؤال.. أري أنه سيكون مطروحا وخاصة بعد الذي سجلناه سابقا بهذه المقالة.. والسؤال هو .." ماذا ستفعل مصر حيال ذاك المخطط ولوثه"..؟؟.. ماذا ستفعل وحق الترشح بشروطه مكفول للمدني والعسكري الذي خرج للتقاعد "المعاش" وماذا ستفعل ولدينا هيئة مستقلة لإدارة الانتخابات بكل مستوياتها النوعية بقانون وشروط.. وما ستفعل ولدينا أيضا أمن قومي مقنن ومشروط..
أعتقد أن الدولة المصرية مثلها مثل كل دولة ذات سيادة وإرادة مستقلة.. ستحمي أمنها القومي الحافظ علي حق كل تقنين وقانون وشروط.. ولن تسمح بأي شكل أو صورة من شأنهما إصابة الأمن القومي بأي جرح .." وهذا هو قانون التقنين والقوانين".. فلم يكن الفساد يوما من الأيام محمي ومصان بقانون في أي دولة متكاملة القوامة.. ومصر الحضارية بعمق مفهوم التقدير الخلقي والتاريخي.. تؤكد اليوم بشرف أيدي خير أجناد الأرض ذاك العمق.. وتلك الكرامة الموصوف بها مقامها..
وإلي لقاء إن شاء الله
ملاحظة هامة
حتي لا نعيد أزمانا نحاول الآن إصلاح مفاسدها.. فعلينا إدراك وحماية أمن مصر القومي بحماية أمانة موقع رئاسة الجمهورية ..