التحرير
أشرف السويسى
«كلام جرايد» .. حذاء المترو
نشرت جريدة "الأهرام" تقريرا صحفيا صغيرا نقلا عن "رويترز" برلين يفيد أن شركة للأحذية الرياضية طرحت بالتعاون مع "شركة مترو العاصمة الألمانية" بمناسبة مرور 90 عاما على إنشائها حذاء يتضمن نفس نمط مقاعد مترو الأنفاق، بالإضافة إلى تذكرة مترو سنوية ملصقة بلسان الحذاء وتبلغ قيمة الحذاء 730 يورو.. ألم تر كيف فعل ربك بالأوروبيين؟.. وكيف سبقونا بسنوات وتركونا في قاع الجهل؟.. علم في الترويج والتسويق.. ونحن ما زلنا نسيء استخدام تكنولوجيا المترو ونخربها دون دراية بأهمية وقيمة الملكية العامة، مما أهلك معداته وجعله يحتاج لصيانة وإصلاح وقطع غيار كل فترة قريبة.. انظر للأوروبيين كيف يتعاملون مع المترو وكأنه "واحد من عيلتهم" ونحن نعامله كما نعامل الأطفال المشردين والقطط والكلاب الضالة، لم تصلنا بعد ثقافة الملكية العامة، المهم أن الكوتشي المصمم على شكل كراسي المترو (والتي نكتب عليها بالإسبراي والفلوماستر عبارات الحب والشتائم والعبارات السياسية والدعايات التجارية) لماذا لا نتعلم أن نقدس ما نملكه جماعيا كما نملكه فرديا؟، أغلب الظن أن أفضل ما سوف ننتجه في مصر هو "كوتشي" على شكل كراسي المترو أيضا، ولكن لغرض آخر، وهو مساعدة الشخص على القفز بصورة سريعة وقوية من فوق ماكينات الدخول أفضل من الكوتشيات العادية.
ونشرت "الشروق" خبرا عن قرية يابانية تدعي "نوازونسين" حيث ينقسم هناك اللاعبون في لعبة تسمى "مهرجان النار" وهو طقس سنوي ترفيهي له جذور عقيدية، فالقسم الأول يحاول حماية الضريح الخشبي، والثاني يحاول إشعال النار فيه، ويعتقد السكان أن المهرجان يساعد "الرجال غير المحظوظين" في الحصول على حياة زوجية سعيدة وطرد الأرواح الشريرة.. الله عليك يا مصر.. تخيل لو أن مثل هذا المهرجان في مصر لنفس الغرض (لدينا بالفعل في بورسعيد مهرجان شم النسيم الذي تحرق فيه دمية الألمبي وهو السير آلن بي البريطاني المحتل الإنجليزي وهو مهرجان له غرض مقاومة سياسية وليست ترفيهية فقط)، ومهرجان اليابان يعني السعادة الزوجية بحرق النار.. أعتقد أن الرجل المصري محترق أساسا من غير طقوس وأنه سنويا وشهريا ويوميا يتمني أن يولع في نفسه ليهرب من جحيم الزواج، ويسعى دائما لطرد "الأرواح الشريرة" التي تزوره من آن لآخر وهي.. "حماته" والعياذ بالله.





تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف