إيهاب شعبان
أهل الرياضة .. أساطير الكرة.. في مهرجان الوفاء
تشرفت بحضور حفل جمعية قدامي لاعبي كرة القدم الذي جري تحت رعاية وزير الرياضة خالد عبدالعزيز الاثنين الماضي وخلاله التقينا أساطير الكرة المصرية من جيلي الستينيات والسبعينيات وعددهم ما يقرب من 35 لاعباً جاءوا بدعوة مجلس إدارة الجمعية برئاسة اللواء عبدالمنعم الحاج ونائبه الرائع محمود أبورجيلة ومعهم الكباتن زيزو وجمال عبدالحميد وربيع ياسين ومحمد الجرجاوي والزميلان الإعلاميان صديقي صلاح دندش أمين الصندوق النشط والمهندس طارق رضوان والنجم المتألق أحمد شوبير الذي لعب دوراً واضحاً في إعداد الحفل وتقديمه واستعراض فقراته.
وقد أسعدتني كلمات المهندس خالد عبدالعزيز وزير الرياضة في الإشادة بالنجوم المكرمين رغم أنه تحدث مرتجلاً إلا أنه وضحت ثقافته الرياضية وقراءته الجيدة لتاريخ الكرة ونجومها وكذلك كانت كلمات عبدالمنعم الحاج صريحة وواضحة وبها عظات عن الانتماء والوفاء وحب الزمالة جعلت المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة الذي حضر الحفل يصفها بأنها رائعة حتي أنه داعب الحاج بقوله إن كلمته أشبه بخطبة الجمعة.
كما كانت مشاركة مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك ايجابية بإعلانه عن تبرعه بمبلغ مالي كبير لصالح الجمعية ونفس الحال من أبوريدة الذي أعلن عن زيادة المنحة الشهرية لمعاشات النجوم القدامي المقدمة من اتحاد الكرة.
والحقيقة أنني لفت نظري في النجوم المكرمين مدي حبهم لبعضهم البعض وأخلاقياتهم الرائعة وهذا الجيل القديم قدوة حقيقية فهؤلاء لعبوا كرة القدم من أجل المتعة وحب اللعب لا أكثر ولم تشوههم الماديات والتحديات العنيفة في الملاعب حيث كانوا ومازالوا علي بساطتهم وعفويتهم وأكاد أجزم ان أغلبهم لم يحصل طوال مشواره الكروي علي أي مكسب مادي إلا تكريم في حفل بسيط وشهادة تقدير إن وجدت ولو كانوا موجودين في العصر الحالي لحصدوا الملايين من الجنيهات لأنه بالتأكيد موهبتهم وقدراتهم الفنية أفضل بكثير جداً من لاعبين مغمورين حالياً يطلبون 20 مليون جنيه مقابل اللعب لأحد القطبين وكأن هؤلاء عباقرة زمانهم وهم ليسوا كذلك علي الاطلاق ولكنها الأرزاق وسبحان العاطي الوهاب وأري أن التاريخ أبداً لن ينسي عظماءه والأسطورة هو من يترك بصمة وليس من يحصل أكثر علي المكاسب المالية.
ونرجو ان تستمر مهرجانات الوفاء والتكريم من جمعية قدامي اللاعبين ونتمني ان يكون الأمر كذلك مع اللعبات الأخري فبلدنا في حاجة شديدة إلي مثل هذه الأحداث التي تزيد من عمق روح الأسرة والوفاء والانتماء فالترابط بين كل فئات المجتمع الرياضيون منهم له دوره المؤثر في الحفاظ علي قيم الأخلاق والمحبة بين أفراد الشعب الذي أنهكته ضغوط الحياة الصعبة وحتي نلحق بركب الدول المتقدمة علينا ان نطبق قيم الرياضة المتمثلة في تهذيب النفس بالسلوك الحميد وروح الفريق والتكامل والوفاء.