اللواء د. محسن الفحام
عطاء رجال الشرطة ... والتضحيات مستمرة
يأتي الخامس والعشرون من شهر يناير كل عام حاملاً معه احتفالات الوطن بعيد الشرطة بغض النظر انه قد أصبح مقترناً بمناسبة أخري... واليوم نصل الي العام السادس والستين الذي نحتفل فيه بتلك المناسبة الوطنية الخالدة والتي سطر فيها رجال الشرطة بمحافظة الإسماعيلية بطولات عظيمة عند مواجهتهم قوات العدوان الإنجليزية المدججة بأحدث الأسلحة في ذات اليوم من عام 1952.
تاريخ طويل من الكفاح سجله رجال الشرطة المصرية... الي ان قامت ثورة يناير 2011 وتمكنت جماعة الاخوان الإرهابية من الانقضاض عليها والتحول بأهدافها من رغبة الشباب والشرفاء من أبناء الوطن في تحقيق العدالة الاجتماعية الي السطو علي السلطة واقصاء كل من يقف امامهم لتحقيق هذا الهدف الذي كانوا يسعون اليه منذ عام 1928... وحدث ما حدث من اعمال تخريب وتدمير وترويع للبلاد والعباد وجميعنا عاصر تلك الاحداث من عام 2011 الي ان قامت ثورة يونيو2013.. فتحولت تلك الاعمال الي عمليات إرهابية استهدفت الأبرياء من الشعب ومن رجال الشرطة والقوات المسلحة حيث سقط العشرات منهم وهم يدافعون عن وطنهم وأبناء شعبهم.
لقد قدمت الشرطة المصرية ومازالت تقدم الغالي والنفيس من ارواحهم وامنهم حيث تركوا وراءهم الزوجة الارملة والابن اليتيم والام الثكلي امانة لدي وطنهم.
اليوم ونحن نحتفل بهذه المناسبة الخالدة نجد ان التحديات أصبحت اكبر من مجرد الشهادة في سبيل الوطن... ان قوي الشر تحاول القضاء علي الوطن ذاته... بل ولا مانع لديها من تقسيمه الي دويلات صغيرة ارضاءً لمخطط الفوضي الخلاقة... ولكننا في ذات الوقت نجد ان الشرطة المصرية استعادت قوتها وهيبتها الي حد كبير وحققت نجاحات غير مسبوقة علي كافة الأصعدة سواء تلك الضربات الاستباقية للعناصر التكفيرية او ضبط كميات كبيرة من المخدرات كان اخرها 6 طن حشيش قادمة من تركيا عن طريق سورية وكذلك بالنسبة للأمن الجنائي ومواجهة ظواهر إجرامية تعتبر دخيلة علي المجتمع المصري بالإضافة الي القضاء تقريباً علي محاولات الهجرة غير الشرعية خارج البلاد.
واليوم ايضاً وانا احمل امانة انقلها الي السيد وزير الداخلية الذي لا يألو جهداً لمراعاة الجانب الإنساني والنفسي لرجال الشرطة اشير الي رجال الشرطة الذين اوفوا العطاء وتم احالتهم للتقاعد بعد ان حملوا علي عاتقهم امن البلاد وسلامة أهلنا الي ان سلموا الراية من بعدهم لأجيال جديدة بعد رحلة عطاء طويلة لم يبخلوا خلالها بأرواحهم او راحتهم...
اعتقد ان من حقهم إعادة النظر في قانون المعاشات بما يتناسب مع الظروف المعيشية وارتفاع الأسعار والخدمات... واتمني ان يتبني السيد الوزير هذا المطلب خاصة ان هؤلاء الرجال ساهموا بقدر كبير في تحقيق امن وامانة الوطن.
تحية الي رجال الشرطة الشرفاء... والي أرواح الشهداء... والي الرجال الذين اوفوا العطاء.
وكل عام ومصر بخير وسلام
وتحيا مصر.