رغم مناشدات الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعالم العربي والإسلامي بزيارة القدس إلا أن قبول هذه الدعوة من قبل المشاركين في مؤتمر نصرة القدس الذي عقده الأزهر الشريف كان فاتراً وبدا ذلك في مداخلات المتحدثين وكذلك في إعلان المشاركين الأخير في المؤتمر والذي تلاه الإمام الأكبر.
والتطبيع مع العدو أمر كان يشغل الجميع بدءاً من إسرائيل وانتهاء بكل عربي تشغله المحنة الفلسطينية لكن إسرائيل استطاعت أن تخترق كل المصدات التي وضعتها الشعوب العربية في وجه هذا التطبيع بدءاً من الاقتصاد حتي الثقافة التي بدت عصية علي ذلك لكن إسرائيل استطاعت أن تفرض علي وزارة الثقافة المصرية ترجمة كتب لمؤلفين إسرائيليين أثناء محاولات الوزير فاروق حسني إرضاء العدو حتي يحصل علي رئاسة منظمة اليونسكو وهو ما لم يحصل عليه.
وقد يقول قائل إن ترجمة كتب العدو ضرورة لمعرفة حقيقته لكن هذا يحدث عندما ننتخب نحن الكتب التي تحقق هذا الهدف لا أن يفرض علينا العدو ما يريد أن يقدمه لنا من فكر في شكل ترجمات وهو ما حدث بالفعل.
وإذا عدنا إلي موضوعنا نجد أن إسرائيل حاولت ونجحت في إختراق مصدات التطبيع لكنها لم تشغل نفسها أبداً بقضية زيارة القدس لأنها لا حاجة لها إليه أو بمعني آخر لأن من مصلحتها عزل المقديسيين حتي يموتوا صبراً "أي جوعي وعطشي" وهو ما أشار إليه الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق وهو يدعو الناس لزيارة القدس حتي يكون ذلك عوناً لهم في حياتهم الاقتصادية وسبقه إلي ذلك أمين رابطة العالم الإسلامي الدكتور العقيل الذي ذكر لي في لقاء حضره مجموعة من الصحفيين أن معاناة المقديسيين الاقتصادية تدعونا إلي الدعوة لزيارتهم.
وإذا كان المصرون علي عدم زيارة القدس لأنها في نظرهم تطبيعاً فلم يغضون أبصارهم عن علاقات اقتصادية كلها في صالح إسرائيل تزداد يوماً بعد يوم حيث ارتفعت في 2004 إلي 180 مليون دولار لفلسطين ومصر والأردن ودول الخليج العربي بما فيها العراق بل تنوعت في كل المجالات فضلاً عن التجارات التي تتم تحت علامات تجارية لا علاقة لها بإسرائيل وهي إسرائيلية وفي عام 2005 ارتفعت النسبة في التسعة أشهر الأولي 26% بالنسبة 2004 حسب تقرير أمريكي ذكر أن 66 شركة إسرائيلية قامت بتصدير منتجاتها إلي العراق وارتفع حجم التصدير إلي تونس بنسبة 145% في 2005 بالنسبة إلي 2004 وإلي المغرب بنسبة 43% كما ذكر التقرير إلي 123 مؤسسة إسرائيلية تعمل في مصر وارتفعت صادرات إسرائيل لمصر في 2005 إلي 189%.
وإذا تناولت الشباب العربي الذي تزوج من يهوديات فإن الأمر يصبح خطيراً.
هذا الذي أذكره لا أؤيده ولست معه لكن يؤكد أن الصهاينة حققوا ما أرادوا من أهداف فإذا تنادي أبومازن قائلاً إن زيارة السجين لا يعني التطبيع مع السجان يقف الجميع في وجهه وتسعد إسرائيل بذلك لأنها تسعي جاهدة إلي التخلص من المقديسيين فهل ندرك المأساة.