ماذا أغضب أهالي الصعيد فيما ذكره اللواء أبو بكر الجندي وزير التنمية المحلية الجديد.. وأين الإهانة التي تستوجب الاعتذار؟!.. تحدث الوزير عن ضرورة تنمية الصعيد للحد من هجرة أهله للقاهرة، وقال:»‬عايزين نبطل نخلي الصعايدة يركبوا القطر وييجوا القاهرة يدوروا علي عمل ويعملوا عشوائيات».. وعلي الفور تصاعدت موجة غضب من الصعايدة.. والغريب أن بعض نواب الصعيد نفخوا في النار.. وبدلا من مساهمتهم في شرح تصريحات الوزير.. وجدوها فرصة لكسب ودّ ناخبيهم.. فسارعوا بتقديم بيانات عاجلة تطالب باعتذار الوزير للصعايدة!، وكان الأجدي توفير بياناتهم العاجلة احتجاجا علي عدم تنمية الصعيد.. وليس علي من يطالب بتنميتها!.. وللأسف انضم للموجة بعض الإعلاميين سعيا للشو الإعلامي.
هذا الموقف العجيب حدث من قبل مع د.ليلي اسكندر وزيرة البيئة السابقة حينما صرحت بأن أهم أسباب العشوائيات الهجرة المستمرة من الصعيد للقاهرة.. ووقتها أيضا اضطرت الوزيرة للاعتذار عن ذنب لم ترتكبه!.. ما قاله وزير التنمية ومن قبله وزيرة البيئة هو الحقيقة.. فهجرة الصعايدة والفلاحين للقاهرة والتي بدأت منذ السبعينات هي بالفعل أهم أسباب العشوائيات.
وأنا أدعو اللواء »الجندي» المعروف بشجاعته وصراحته وتفانيه في عمله.. ألا يستجيب لمن يسعون للإرهاب الفكري لتحقيق شو »‬نيابي» أو إعلامي.. وقد تفاءلت كثيرا بتولي اللواء أبو بكر حقيبة التنمية المحلية.. فلديه خريطة بالسكان والمنشآت في كل ربوع مصر من واقع عمله الطويل بجهاز الإحصاء، ولمن لا يعرف تاريخه.. فهو بطل من أبطال 1973.. ورجل علم ومعلومات.. حقق طفرة بجهاز التعبئة والإحصاء.. ونجح في تحويل الأرقام لأساس علمي يخدم مشروعات التنمية.