عزيزة فؤاد
في السمااااا .. الأسطورة الماليزية
للمرة الثانية اكتب عن صاحب الدرر النفيسة صاحب الـ 92 عاما من العمر الدكتور محاضير محمد صاحب النهضة الحقيقية للشعب الماليزي والذي طالبته المعارضة الماليزية للنزول والترشح للأنتخابات التي تجري في اغسطس القادم رغم ابتعاده عن السياسة قرابة اربعة عشر عاما ودون ان تلتفت الي عمره.
من لايعرف هذا الرجل محاضير محمد الذي استطاع أن يقفز بالنمر الأسيوي ويغرس قيم العمل السائده في الشرق وفي اليابان والصين فأصبحوا من اكبر الدول الاسيوية المصدرة والمنتجة آمنوا بوطنهم وبواجبهم نحو نهضته وتقدمه دون النظر الي الخلف أو تحت الأقدام تجنبوا الصراعات والخلافات العرقية للسكان البالغ عددهم 29.3 مليون نسمة، وهي المالايو ويمثلون 58 % من السكان، والصينيون الذين تبلغ نسبتهم 24% والهنود البالغ نسبتهم 7%.
و بالرغم من انه كان طبيبا ناجحا ومفكرا ايضا ءالا انه كان لديه مهارات السياسي الناجح والأداري والأقتصادي المتميز بالرغم من انه لم يدرس ايا منهم.
رفض محاضير محمد فكرة العولمة حسبما تقدمها أو تفسرها الولايات المتحدة الأمريكية، ذلك لانها ستؤدي إلى فتح أسواق الدول النامية أمام الشركات الامريكية العملاقة التي لا تقوى مؤسسات الدول النامية على منافستها، وينتهي الأمر باستمرار احتكار الشركات الكبرى ورأى محاضير أنه لا يجب أن تقبل أي أفكار أو سياسات لمجرد أنها صادرة من الغرب، وطبق أفكاره عمليا عندما رفض تطبيق السياسات التي أوصى بها صندوق النقد الدولي أثناء أزمة الاسواق الآسيوية التي طالت دول منطقة جنوب آسيا بما فيها ماليزيا فقد تعرضت العملة الماليزية، وهي الرينجيت، إلى مضاربات واسعة بهدف تخفيض قيمتها، وظهرت عمليات تحويل نقدي واسعة إلى خارج ماليزيا، وبدا ان النجاح الذي حققته على وشك التحول الى فشل.
فرض قيود على التحويلات النقدية خاصة الحسابات التي يملكها غير المقيمين، وفرض اسعار صرف محددة لبعض المعاملات، وهذا يخالف سياسة تعويم العملة التي يصر عليها صندوق النقد الدولي دائما ورغم ضغوط الصندوق، أصر محاضير على سياسته التي أثبتت الأيام أنها كانت ناجحة حتى أن دولا كثيرة تدرسها وتحاول تكرارها. لكن وسائل الاعلام العالمية، حسبما يقول محاضير، ترفض الاعتراف بالنجاح الذي حققته ماليزيا في مواجهة الازمة المالية الآسيوية، ولا تظهره بالشكل الكافي أثار جدلا سياسيا خارجيا مستمرا بآرائه التي ينتقد فيها الغرب بشكل عام والولايات المتحدة وأستراليا بشكل خاص،و تصريحاته الشهيرة عن اليهود التي قال فيها إن "اليهود يحكمون العالم بالوكالة ويرسلون غيرهم للموت نيابة عنهم".
محاضير محمد رابع رئيس وزراء لماليزيا، تميَّزت فترة حكمه بالنمو الاقتصادي وازدهار البنية التحتية التي حوَّلت ماليزيا من دولةٍ فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة وجعلته بطلاً في نظر شعوب الدول النامية. وتحت حُكمه، شَهِدَت ماليزيا نموًا اقتصاديًا حثيثًا. فقد بدأ بخصخصة المؤسسات التابعة للدولة، ومن ضمنها: شركات الطيران والخدمات والاتصالات، مما زاد من دخل الدولة وساهم في تحسين ظروف العمل للكثير من الموظفين. وأنشأ طريقًا سريعًا يربط ما بين حدود تايلاند في الشمال إلى سنغافورة في جنوب البلاد، والذي يُعَدُّ أحد أهم مشاريعه للبنية التحتية.
تبني خطة اقتصادية بعنوان: المُضِي قدما للأمام مؤكدًا أن ماليزيا ستصير في عِداد الدول المتقدمة بحلول عام 2020. ساهم محاضير في تحويل الاعتماد الاقتصادي في ماليزيا من الزراعة والموارد الطبيعية إلى الصناعة والتصدير، وتضاعف دخل الفرد من عام 1990 إلى 1996. وعلى الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي الذي تشهده ماليزيا في الوقت الحالي وقد لا تحقق الهدف بحلول عام 2020، إلا أن اقتصادها مازال مُستقرًا.
محاضير محمد الذي أولي اهتمامه بقضية التعليم والصحة ومحاربة الفساد جعلت منه أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ الماليزي والعالم.
فخورة انني اكتب عنه واعيش عصر رغم كل مساوئه الكثيرة إلا انه هناك من بعيد جدا يظهر بصيص من الأمل والنور في عقول تعيش حولنا أسطورة حقيقية اسمها محاضير محمد اطال الله في عمره ياليت حكام العرب يقتضون بحكمتة.
دمتم بكل الخير