المصرى اليوم
نيوتن
تعليقاً على «ثمن الرفض»
(عزيزى نيوتن،
فكرة طيبة طرحتها فى مقالك «ثمن الرفض» المنشور أمس. وعلى الرغم من كرهى لعبدالناصر لأنه أسس لكل مشاكل مصر الحاليّة. بسبب ما قام به من تأميم للمؤسسات الكبرى والمصانع. ومن إجراءات الإصلاح الزراعى التى أدت لتدهور أحوال الزراعة والفلاحين الآن. ومن تعليم جامعى مجانى وإيجارات مساكن، وغيرها من الإجراءات والقرارات التى أرى أنها تسببت فى كل الكوارث التى تعيشها مصر الآن وعلى الرغم من موته قبل ٤٨ عاما. ورغم أن السادات ومبارك لم يحاولا إصلاح ما أفسده جمال إلا أننى لى وجهة نظر تتمثل فى أن الاستعمار دائما يحارب ويقتل القادة الذين يعملون لصالح بلادهم.

أنا الآن لا أعرف الفلسطينى المخلص إلا عندما تعلن إسرائيل عن اغتياله.

فى هذه الحالة فقط أتأكد أنه رجل مخلص لقضيته، ولا يمكن التسوية معه.

بافتراض أن عبدالناصر وافق على هذه الشروط فى عام ١٩٥٦ لا أوافقك الرأى أن رفضه تسبب فى كل الأحداث التالية.

من المؤكد أن كل ما حدث بعد ذلك كان سيحدث، ولكن بأسماء مختلفة وحجج مختلفة.

ألم يوافق صدام على تفتيش منازله وقصوره بحثا عن الصواريخ؟

ألم يوافق صدام على تدمير كل صواريخه تفاديا للغزو؟

نعم وافق

ألم يقدم صدام كشفا وقائمة بكل من شارك فى برنامج الصواريخ والبرنامج النووى وعنوانه؟.. نعم وافق ورغم ذلك تم الغزو.

عندما تدور عجلة الاستعمار لا توقفها معاهدات، ولكن توقفها قوة الطرف الآخر فقط.

ألم يوافق المقوقس على دفع الجزية؟ نعم وافق، ورغم ذلك دخل العرب مصر وحكموها لفترة طويلة.

ألم يوافق السادات على كامب ديفيد؟.. نعم وافق، ومع ذلك انهار سعر الدولار تدريجيا من ٦٠ قرشا فى عهده ليقترب من ٢٠ جنيها الآن.

لم تتقدم مصر رغم أنه لا توجد حروب منذ ٤٥ عاما. بل انهارت على كل المستويات الآخرى.

فالحروب وحدها لا تدمر الأمم، ولكن يدمرها التكاسل وقلة العزيمة وأهم شىء أن يفقد أبناؤها إيمانهم بها. ويكفوا عن الاهتمام بها ورعايتها.

الآن كل من يدعى أنه يحب بلده ويعمل من أجله تحاط به كل علامات الشك فى الحال.

حسن بشر)

نيوتن: كل بلد... أمريكا أو غيرها. دائما تبحث عما يحقق مصالحها. لا جدال فى ذلك. حتى لو كان ما يحقق مصالحها هو دمار بلاد أخرى. هذا رأيناه فيما حولنا... كان مفترضا أن تلحق مصر به.

لكن نوايا البلاد الأخرى شىء. وانتباهنا إلى تلك النوايا شىء آخر. أما تعاملنا مع الفرص المتاحة فشىء ثالث مختلف.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف