مرسى عطا الله
كل يوم .. هروب خالد على !
لا أحد يملك أن ينازع المحامى خالد على أو أحدا غيره فى الحق المشروع بامتلاك الطموح السياسى، ولكن ينبغى على من يملك مثل هذا الطموح أن يملك شجاعة تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة ومن ثم فقد بدا مستغربا أن يقول خالد على بأنه انسحب من سباق الانتخابات الرئاسية، بينما الحقيقة أنه هرب من المعركة ولاذ بالفرار قبل أن تنتهى المهلة الممنوحة له لاستكمال التوكيلات فإن لم يوفق فإنه ينال شرف المحاولة والفرق كبير بين العجز عن جمع التوكيلات وبين الهروب المفاجيء!
وبصرف النظر عن الظروف والملابسات أو أية أعذار أو حجج الادعاء بوجود معوقات فإنه أسهم ــ بوعى أو دون وعى ــ فى أن يجعل من فرقعته الإعلامية أداة للتشويش والشوشرة فأصبح ــ بوعى أو دون وعى ــ جزءا من اللعبة المكشوفة التى تتواصل حلقاتها المفضوحة من أجل طمس الحقيقة حول الواقع المصرى خلف قناع التشدق بالبحث عن الحرية الغائبة بواسطة أخبث فنون التنكر الاستخباراتى وباستخدام أحدث أدوات التجميل السياسي.
والحقيقة أن المسألة باتت واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى اجتهاد أو تدقيق لتوصيف المشاهد المتتابعة، وما بها من المفارقات المضحكة وأبرزها ما شهدناه فى الأيام الأخيرة من تحول رهان الجماعة وحلفائها من دعوات الاحتشاد لدعم أحد المحتملين ممن كان يتواصل معهم فى الخفاء إلى الاحتفاء بالانسحاب المزعوم لخالد على والدعوة لمقاطعة الانتخابات لإحداث فراغ فى المشهد الانتخابى على حد زعمهم!
ولعلنا لاحظنا كيف كان خالد على مشدودا، ولم يستطع أن يحتفظ بثبات أعصابه وهو يعلن قرار الهروب وله العذر فى ذلك لأن اللحظة التى تصورها فرصة للزهو باستكمال جمع التوكيلات واعتبار ذلك نصرا سياسيا فإذا بهذه اللحظة تتحول إلى لحظة الصدمة والشعور بالهزيمة خصوصا وقد لمس بنفسه خلال الأيام الأخيرة أن معظم الذين راهن عليهم لكى يساندوه بدأوا يعطونه ظهورهم ويذهبون باتجاه طامح آخر قبل أن يتضح بعد ذلك أنه يفتقر - مثله ــ إلى الشروط اللازمة لدخول السباق.