الجمهورية
مدبولي عثمان
بقية الخير لا تزال
لفت نظري مجموعات من السيدات يفترشن الأرض أمام إحدي المدارس. وبالاستفسار عن حالهن علمت أنهن يصطحبن أبناءهن ذوي الاحتياجات الخاصة من الصباح الباكر ليدرسوا بمدارس الأمل . وينتظرن انتهاء اليوم الدراسي للعودة بهم إلي المنزل . وقالت إحدي الأمهات أنها علي هذا الحال منذ 9 سنوات .
ورغم المعاناة اليومية يشعرن بالرضا لانهن حصلن لابنائهن علي مقعد بالمدرسة بينما لا يجد الآلاف من الأطفال أماكن حيث تشير احصائيات وزارة التربية والتعليم إلي أن عدد مدارس الأمل في مصر لا تستوعب سوي 2% فقط من الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة . بينما تشير الأرقام إلي أن هناك مليون طفل من هؤلاء في مراحل التعليم المختلفة ليس لهم مكان. بسبب ارتفاع نسبة الإعاقة في مصر. ورحمة بتلك الامهات الفضليات اطالب وزارة التربية والتعليم باعداد استراحة ملحقة بكل مدرسة لهن بها مقاعد وحمام لقضاء الحاجة.
ومما يزيد من أعبائهن أن يكون هذا الطفل المعاق ضمن أشقاء آخرين تعولهم الأم . وتشير إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلي أن إجمالي عدد الأسر بلغ 18 مليون أسرة. منها 5.4 مليون تعولها امرأة. أي حوالي 25 مليون فرد. وهو عدد كبير جدا لدرجة أن مصطلح "الأم المعيلة" يتزايد في المحررات الرسمية. ويتداول بكثرة كمفردة إعلامية.
إنه عطاء الأم المصرية الذي يبدأ منذ الأيام الأولي للحمل ويستمر حتي نهاية حياتها. هل تعتقدون أن مجتمعا يضم هذه الأمهات الفضليات يمكن ان يسقط مهما تعرض للصعوبات والازمات؟.
وأسوق نماذج أخري مشرفة لتكون بمثابة شمعة نلتمس بنورها معالم الطريق للخروج من الأزمات . وتمنحنا بعضا من التفاؤل بامكانية التغلب علي الصعوبات . في مقدمتهم الشهداء الذين يضحون بأرواحهم دفاعا عن تراب هذا الوطن .
ومنهم قلة من المسئولين الذين يؤدون عملهم بأمانة وجدية وإخلاص مثل رئيس مجلس مدينة القناطر الخيرية الذي تمكن من إخلاء ميدان القناطر الخيرية من الباعة الجائلين متحديا مافيا البائعين وأنصارهم من بعض الموظفين الفاسدين پ.ورجال الشرطة الشرفاء من قيادة رئيس فرقة أمنية بمديرية أمن القليوبية وكبار معاونيه الذين يؤدون واجباتهم الشرطية بجدية وفي نفس الوقت يقيمون علاقات جيدة مع المواطنين .
ومنهم جماعة من الأطباء المجدين الذين يؤمنون أن الطب مهنة إنسانية هدفها تخفيف آلام المرضي . فلم يغالوا في أسعار الكشف . ويكشفون علي أقاربهم وأهل بلدهم مجانا . ويساعدون المرضي الفقراء علي العلاج بالمستشفيات الحكومية التي يعلمون فيها ومنهم أعضاء هيئة التدريس بكلية طب الأزهر .
ومنهم فئة مهمومة بمشاكل الناس نذرت نفسها لخدمتهم والتيسيرعليهم پبلا مقابل .
هذه النماذج المشرفة وغيرها كثير لا نعلمها تؤكد انه لا يزال يوجد بمصر بقية خير. وتؤكد قدرتها علي تجاوز صعاب الحاضر إلي مستقبل أفضل .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف