الجمهورية
يحيي علي
وعي الشعوب ومؤامرات السقوط
نشرت إحدي الصحف الألمانية المتخصصة بحثاً واستطلاعاً للرأي شمل حوالي 20 ألف شاب من مختلف الدول العربية قالوا رأيهم فيما حدث من ثورات الربيع العربي وأثرها علي المنطقة.. وكان رأيهم بالإجماع أن هذه الثورات جاءت بالخراب علي كل الدول التي اجتاحتها "نوات التدمير العربي".. وأنها أتت علي الأخضر واليابس في الدول التي سقطت في "فخ" هذه المخططات.. بفعل مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا التي باتت الذراع الرئيسية أو السلاح الرئيسي في الجيل الرابع من الحروب الذي يتخذ من الإعلام بصفة عامة ومواقع التواصل بصفة خاصة أهم أسلحته لإثارة الفوضي وتمرير الشائعات وحشد المجموعات المدربة في الخارج والتي تتلقي الدعم المادي والتوجيهي من أطراف خارجية تنفق المليارات من الدولارات لإسقاط وتقسيم وتفكيك الدول العربية والوصول بالمنطقة إلي الشرق الأوسط الجديد الذي أراده المؤرخ والباحث الأمريكي يهودي الأصل برنارد لويس كما خطط ورسم.. والذي يعود إلي خرائط لويس يدرك تماماً أن الذي حدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن والسيناريو الذي أحبطه شعب مصر والذي كان مخططاً له أن يحدث في دول الخليج الإمارات والبحرين والسعودية والجائزة الكبري أرض الكنانة التي تصدت بإرادة شعبها الأبي وصلابة نسيجها الوطني لهذا المخطط وأحبطته.. ودفعت الثمن غالياً من أبنائها وعتادها واقتصادها.. ومازالت تضحي من أجل أن تبقي الأمة مرفوعة الرأس قوية الإرادة موحدة الصفوف.
***
وأكرر مرة واثنتين.. أن وعي الشعوب بما يدور حولها من مؤامرات ومخططات لإسقاط دولهم بأيديهم وتحت شعارات واهية ظاهرها الرحمة وباطنها الخراب والدمار والتفتيت والتقسيم.. ووعي الشعوب بالشائعات التي يتم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر والتي تبث سموم الفتنة بين أبناء الأمة أو التي تثير الشعوب علي دولها وتحاول زعزعة الثقة بين أطراف الأمة.. ووعي الشعوب بما تبثه السوشيال ميديا وما الذي يأخذه منها وما الذي يتركه ووعيه بهدف ومغزي ما يأتي إليه عبرها هو الذي يحميه من الانزلاق والسقوط في الفخ.. خاصة بعد التجربة المريرة التي مرت بها الأمة.. إبان أحداث يناير 2011 فقد صرنا أمة يقودها الفيس بوك.. إذ تكفي دعوة واحدة للاعتصام في مكان ما.. أو محاصرة منشأة ما.. فتجد الملايين ينقادون كالعمي وراء هذه المهاترات بلا وعي.. حتي كادت الأمة بأكملها أن تسقط وتدخل في نفق اللاعودة.
***
من هنا فإن الوعي.. هو الدرع التي تحمي الأوطان من السقوط.. الوعي هو السبيل للنهوض بالبلاد.. الوعي هو العين التي تبصر الفخاخ المنصوبة لإسقاط البلاد.. الوعي هو القدرة علي التمييز بين الغث والسمين علي السوشيال ميديا.
***
الشعوب هي التي تبني الأوطان.. وهي التي تصنع مستقبل بلادها بأيديها.. وهي الأعمدة التي يرتفع عليها بنيان الوطن.
***
بلادي وأن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف