الجمهورية
ماهر عباس
الشرطة البواسل والعيد 66
تابعت مع الملايين احتفال رجال الشرطة بعيدهم الـ66 بحضور الرئيس السيسي وشاهدت أبناء الشهداء وزوجاتهم وهم يصعدون المنصة لتكريم الشهداء. أبكانا الطفل الصغير الذي تحدث بجسارة بحضور الرئيس عن والده وانه يريد الثأر لكل الشهداء عندما يكبر.
بكيت وأنا أري الرئيس يمسح دموع الأطفال الذين فقدوا والدهم والأب الذي بكي عندما شاهد صورة ابنه علي الجدار. وفي لمسة انسانية يذهب الرئيس لوالد أحد أبطال الشرطة عندما وجده متعبا لا يستطيع الصعود للمنصة.
رسمت عائلات الشهداء وكلماتهم صورة الشعب المصري المواجه للإرهاب أمام قوي الشر الذين لا يريدون لهذا الوطن أن يواصل معركة البناء الاقتصادي والاجتماعي.
وضعت نفسي مكان كل واحد من هؤلاء الذين قدموا فلذات أكبادهم فداء لوطن نحبه ونتمني أن يكون في مقدمة دول العالم.
كثيرة الكلمات التي يمكن ان تقال في حق هؤلاء الشرفاء الذين استشهدوا دفاعا عن تراب مصرنا الغالية هؤلاء الأوفياء لا تعادل ما قاموا به أي كلمات.
كان الأربعاء الماضي يوما مشهودا ونحن نشاهد هؤلاء يتقدمون الصف ليتسلموا التكريم. فقد ضربوا أروع الأمثلة في البطولة والفداء والاخلاص وتحمل المسئولية بشجاعة وأمانة.
الذكري 66 هي قصة كفاح شعب مصر بكل فئاته. شرطة وفدائيين وعمالاً وطلبة ومفكرين ضد الاحتلال البريطاني الغاشم عام 1952 ومهدت وقفة الشرطة في الاسماعيلية لثورة يوليو المجيدة بوعي وطني وضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار. وكان انتصار الشرطة وجلاء المستعمر بعد ذلك من مدن القناة عيدا قوميا لمحافظة الإسماعيلية يوافق ذكري تضحية أبناء الشرطة الذين سجلوا بدمائهم الزكية ملحمة البطولة مع الفدائيين في تلاحم شعبي لم ترهبه رصاصات الاستعمار. أو طائراته.
صباح الجمعة 25 يناير 1952 وقبل 6 أشهر تقريبا في ثورة يوليو. تم استدعاء القائد البريطاني بالقناة "البريجادير أكسهام". ضابط الاتصال المصري. وسلمه انذارا بأن تسلم قوات "الشرطة" المصرية بأسلحتها للقوات البريطانية. وتجلو عن المحافظة والثكنات وترحل إلي القاهرة بدعوي أنها تساند الفدائيين ورفض الانذار وطلب وزير الداخلية "فؤاد سراج الدين" من الشرطة الصمود والمقاومة ورغم محاصرة قسم بوليس وتم انذار القوات المرابطة دون جدوي وحاصر البريطانيون المبني بـ7 آلاف جندي بريطاني في مواجهة 800 من المصريين قاوموا ببطولة المحتل الغاشم في معركة غير متكافئة ضربوا فيها أروع البطولات وسقط منهم 50 شهيداً و80 جريحاً بينهم عدد من المدنيين.
عم السخط الشارع المصري وانضم في اليوم التالي طلاب الجامعات إلي جوار الشعب في تظاهر يناير وقتها في مواجهة المستعمر ليتم تخليد هذا اليوم عيدا للأبطال رجال الشرطة البواسل وظل هذا التاريخ خالدا في الذاكرة الحية للمصريين ولرجال الشرطة.
وفي يناير 2011 كما قال الرئيس السيسي اتخذه الشعب أيضا يوما للكرامة عندما وجه الرئيس التحية لثورة يناير التي كانت مطالبها نبيلة تسعي للحرية والكرامة الانسانية وتحقيق العيش الكريم وسالت أيضا فيها دماء شهداء أبرار من أبناء مصر كانت هي الدافع والحافز لنا لنخوض من أجلها معركة تحقيق التنمية لتوفر في مصر واقعا مختلفا وجديدا يليق بها وسيظل 25 يناير تاريخا متميزا كتب بدماء الشرفاء في هذا الوطن لمصرنا العربية الغالية.. تحية خاصة لكل أسر الشهداء للجيش والشرطة والشعب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف