الأهرام
محمد حسين
عند مفترق الطرق .. قطار الشعب «البطىء»!
تقتات الشعوب الفقيرة على أحلامها، «الحاف»، وتعيش عمرها تنتظر على أرصفة الحياة، القطار القادم بلا موعد، يحمل «الغموس» والكرامة والحرية، وكلما تأخر القطار فى الوصول، أبدت الشعوب تململها، وأصيبت بيأس قاتل، لا تستطيع أن تتحمله طويلا.

لا تقتنع الشعوب بأن حياتها تزدهر، إلا عندما تزدهر فعلا، وعندما يصل قطارها غير متأخر، يحمل الشبع والستر والأمان، فتكف عن اللهث الذى يقطع أنفاسها، ويمتص رحيق أعمارها المتعبة، وكل أحاديث النجاح المتواصلة والملحة لاتكفى ولا تشبع ولا تطمئن، مادامت عوائده تظل لا مرئية، بل تستفز هذه الأحاديث الشعوب، وتثير غضبهم ودهشتهم، إذ لا تجد فى واقعها، ما يكفى على إقناعها.

لا يحتاج النجاح إلى أصوات تعلن عنه، فهو صوت نفسه وصورته، مهما بلغت قوة الكلام، وتعددت الأدوات المختلفة، من أجل أن يتحول إلى واقع مبين، فإنه يظل غائبا، ويتهم من ينكره بأنه من أصحاب المصالح، والأعداء والأشرار، والمصابين بـ«العماء» الوطنى، أما الشعوب الطيبة فلا تسأل، عليها فقط أن تصدق وتقتنع وتنتظر.

لا تكف الشعوب عن طرح أسئلتها المشروعة، سواء فى صمتها أو همسها وفى صراخها، لكن عند لحظة معينة ومباغتة، تفور وتثور، وتحفر مجرى واسعا فى الوعى الجمعى، بأن الأنظمة القديمة والسياسة القديمة والأفكار القديمة، لاتصلح للحاضر ولا تصنع المستقبل، وتؤخر وصول القطار كثيرا.

> فى الختام.. يقول الشاعر محمد الماغوط:

«كل جراحى اعتراها القدم، وأصابها الإهمال
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف