المساء
عياد بركات
ثورة.. لا مؤامرة.. بنص الدستور
قبل أن ينتهي شهر يناير.. يجب ألا يفوتنا أن نوجه التحية لثورة 25 يناير التي لولاها لما كنا علي ما نحن عليه الآن.. إنها ثورة يناير.. لا مؤامرة يناير وفي ذكراها لابد أن نترحم علي شهدائنا الأبرار أولئك الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل كسر الجمود الذي كان وكسر احتكار السلطة والثروة وكسر عصر عدم الاهتمام بالناس ـ خليهم يتسلوا!!
إن 590 شهيداً من مختلف أنحاء مصر ضحوا بأرواحهم من مختلف أنحاء مصر وبكافة أطيافها ومحافظاتها يدحض مقولة إنها مؤامرة.. مؤامرة علي من؟ وبإمارة إيه؟!
وفي قراءة لأسماء الثوار الشهداء ومحافظاتهم نجد أنفسنا أمام مصر كلها لا القاهرة أو الاسكندرية.. ولعل خالد سعيد ـ الاسكندرية ـ هو أول من أشعل شرارة الثورة المباركة وأجمل ما في ثورتنا المباركة هو عناق الهلال للصليب معاً في ميدان التحرير وفي باقي ميادين مصر وكما تعانق الهلال والصليب فقد منحت المرأة المصرية روحها فداء لحرية بلدها فقد تعطرت أسماء الشهداء في بواكير الثورة بأسماء فتيات في عمر الورد مثل سالي مجدي زهران وغيرها من سيدات فضليات.
كما ان محافظة السويس هي أول المحافظات التي دفعت بالشهداء أول الشهداء كانوا منها مصطفي رجب محمود عبدالفتاح وسليمان صابر علي وفي المحافظات النائية لم تبخل بالشهداء مثل الطفل بلال سالم عيسي محمد من رفح.
هذا لا يجعلنا ننفي ان هناك من خطط من وراء الستار للصيد في الماء العكر.. وهناك من خطط لسرقة الثورة وهي بالمعلوم جماعة الاخوان المحظورة المتآمرة من يومها وحتي الآن فقد حاولت اختطاف الثورة ونجحت إلي أن قام الشعب بتكملة ثورته في 30 يونيو لتصحيح المسار وبطرد الجماعة.
وإن نسينا فلن ننسي دور قواتنا المسلحة في مساندة الثورة منذ ساعاتها الأولي حيث أعلنت ولاءها للشعب غير خائفة ولا وجلة.. منحت ثورة الشعب في 25 يناير وانضمت إليه في ثورته التكميلية 30 يونيو.
ولمن لديه ذرة شك في ان 25 يناير ليست ثورة ندعوه لأن يتصفح معنا ديباجة دستور الدولة الصادر في يناير 2014 جاء فيه بالنص وثورة 25 يناير و30 يونيو فريدة بين الثورات الكبري في تاريخ الإنسانية بكثافة المشاركة الشعبية التي قدرت بعشرات الملايين وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق ويتجاوز الجماهير للطبقات والايديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة وبحماية جيش الشعب للإرادة الشعبية وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها وهي أيضاً فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معاً "هذه الثورة اشارة وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الإنسانية كلها".
صحيح ان مبادئ الثورة الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية لم تكتمل بعد وان كنا قطعنا شوطا فيها.. إلا اننا لا نشك لحظة في ان القيادة السياسية تبذل ما في وسعها لتحقيق ذلك وقد قطعت فيه شوطا محمودا ولا بأس به ونتمني المزيد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف