الأخبار
جلال دويدار
فعاليات الانتخابات الرئاسية تؤكد الغياب والعقم السياسي «١»
المفروض أن التقديم للمنافسة علي منصب رئيس جمهورية مصر.. ينتهي اليوم وفقا لقرار هيئة الانتخابات. الإجراءات سوف تتواصل حتي إذا لم يكن هناك من سيدخل هذا السباق في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب قبول الطلبات. كل الشواهد تشير الي انه لا توجد حتي الآن اسماء متداولة.. لديها القدرة علي الدخول في سباق المنافسة في مواجهة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي رشح نفسه لفترة ثانية وأخيرة.. وفقا للدستور.
بالطبع فإن هذا الوضع وبهذه الصورة ان دل علي شيء فإنما يدل علي عقم سياسي مسئول عنه الاحزاب التي لا تعد ولا تحصي. هذه الكيانات السياسية العاجزة غير الفاعلة.. أكدت أنه لا وجود لها علي الساحة السياسية أو بين الأوساط الشعبية. قد يكون هذا الأمر متوقعا في ظل الظروف الصعبة التي صاحبت حكم جماعة الإرهاب الاخواني الذي قام الشعب بشلحه عن الحكم لوقف تنفيذ مخططه في تخريب وتدمير الدولة المصرية وحرمه من اكمال فترة حكمه.
من المؤكد ان تداعيات هذه الفترة المريرة من حكم مصر كان لها انعكاسات سلبية علي الاوضاع السياسية خاصة في ظل الممارسات الارهابية التي تتبناها الجماعة الارهابية لمعاقبة شعب مصر. ان الظروف الصعبة والحرجة التي اعقبت هذه الفترة كما هو معروف.. انتهت بانتخاب الرئيس السيسي لمسئولية إدارة شئون مصر. كان عليه ان يضطلع بمهمة الإصلاح والترميم وإعادة البناء الي جانب التصدي لعصابات الارهاب التي تستهدف هز أمن واستقرار مصر وبالتالي اقتصادها.
علي هذا الاساس كان انتخاب السيسي لهذه المسئولية بالاجماع الشعبي. تم ذلك بعد وقفته ومعه القوات المسلحة الي جانب ثورة الشعب يوم ٣٠ يونيو.. ليكون بمثابة فترة سياسية انتقالية لالتقاط الانفاس. في ظل هذه الظروف فإنه كان من الصعب ان يكون هناك منافس حقيقي في انتخابات الفترة الأولي للحياة السياسية فيما بعد ٣٠ يونيو وكذلك الثانية المكملة التي بدأت فعالياتها بفتح باب الترشح التي من المقرر انهاؤها اليوم.
بالطبع فان هذا الوضع وبهذه الصورة ليس مرحبا به ومستحبا فيما يتعلق بالشكل المطلوب للديمقراطية المأمولة القائمة علي وجود اكثر من شخصية ببرامج وسياسات يختار الناخبون علي أساسها ومن يرونه يخدم مصالح الوطن ومصالحهم. ان الامل المعقود في إنعاش الحراك السياسي فيما بعد فترة الانتخابات الجاري فعاليتها حاليا. التوصل لهذه المحطة يتطلب ان تكون لدينا احزاب سياسية جادة ومقنعة للشعب.. تستطيع ان تقدم كوادر لها القدرة علي تحمل مسئولية رئاسة مصر.
لا جدال ان القيادة السياسية علي مبادئ ثورة ٣٠ يونيو تتحمل جانبا اساسيا من هذه المسئولية. هنا يحتم العمل بإخلاص لتهيئة الأجواء من كل النواحي لظهور شخصيات سياسية علي الساحة مؤهلة لإكمال ومواصلة المسيرة نحو آفاق التقدم والازدهار. لابد وصولا لهذه الغاية.. ان تكون هناك حالة من الاطمئنان لممارسة العمل السياسي واحساس عام بوجود إتاحة حقيقية للفرص.
»وللحديث بقية»‬

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف