خالد صلاح الدين
شغب الملاعب وشغب المدربين
عانينا في مصر كثيراً من شغب الملاعب.. ولسنا وحدنا في هذا.. فالعالم كله يعاني من هذا الشغب.. ولكن الفارق أنه في مصر دخلت الجماعة الإرهابية تمول عدداً من قادة هذا الشغب ليقودوا وراءهم شباباً أبرياء. لتحقيق أهدافهم الدنيئة.. ومازالت الذاكرة حافلة بالعديد من المآسي والمحن التي تعرضنا لها بسبب هذا الشغب الذي فقدنا فيه شباباً في عمر الزهور.. لهذا أقول إني لست مستريحاً إلي المطالبات العديدة بالسماح للجماهير بحضور المباريات.. وأميل إلي استمرار منع حضور الجماهير للمباريات.. حفاظاً علي أرواح الجماهير.. بعد التغيرات التي نلمسها في الكثير من الشباب من الميل إلي العنف. ربما بتأثير موجة الأفلام التي أصبحت نموذجاً للكثيرين يقتدون بأبطال يعتنقون العنف.. ويتبارزون بالسلاح.. وقد شاهدنا المحاولات العديدة لاقتحام الأندية خلال التدريبات. والمحاولات العديدة لحضور المباريات بالقوة بالرغم من قرار منع الجماهير.. وكل هذا يؤكد أن الوقت لم يحن بعد لعودة الجماهير.. حتي نجنب الجماهير أي محاولات جديدة لتعريضهم وتعريض ملاعبنا إلي موجات جديدة من العنف وإشعال الفتن.. وما حدث أخيراً من عدد قليل من المدربين والمسئولين عن الأندية من استفزاز لمشاعر الجماهير يجب أن يجد وقفة حاسمة من كل أجهزة الدولة وفي مقدمة هذه الأجهزة اتحاد الكرة. لأنه علي الرغم من أنهم لابد أن يقدموا القدوة لشباب المشجعين.. وأن يتسموا أو يتحلوا بالروح الرياضية.. إلا أن ما تشهده ملاعبنا مخالف لذلك تماماً.. ونري ويري معنا اتحاد الكرة العديد من التجاوزات.. ومع ذلك لا نري جزاء مناسباً ورادعاً.. إننا حرمنا الجماهير من حضور المباريات لخروج بعض الجماهير عن النص. وكان العقاب جماعياً لكل الجماهير.. فلماذا لا تكون عقوبة الشطب هي عقوبة أي مدرب أو لاعب يخرج عن النص ويستفز الجماهير ويسعي لإشعال نار الفتنة بينهم.. إن العقوبة التي وقعها اتحاد الكرة علي أحد المدربين مؤخراً هي عقوبة مخففة.. "إيقاف 4 مباريات" وكان يجب أن تكون عقوبة مغلظة. خاصة أننا نمر بمرحلة صعبة ونلاحظ جميعاً تغير السلوك العام للشباب.. وهو ما دفع منظمي المباريات إلي الفصل بين الجماهير في المدرجات منذ سنوات حتي نتجنب المصادمات الناتجة عن التعصب واختفاء الروح الرياضية.. إننا جميعاً نعلم أن المدربين يعملون تحت تأثير ضغوط عديدة خاصة مع اقتراب الدوري من نهايته مع العد التنازلي لمباريات الدور الثاني. إلا أنه من الضروري أن يتسم المدربون بضبط النفس والثبات الانفعالي.. ولا تشغلهم الاستفزازات التي يتعرضون لها.
إننا نتطلع إلي اتحاد الكرة لكي يكون حازماً مع أي تجاوز من قبل المدربين أو اللاعبين حتي نعيد الانضباط إلي الملاعب تمهيداً لعودة الجماهير.. وحتي لا يكون التساهل سبباً جديداً في مشكلات جديدة إذا سمح للجماهير أن تحضر المباريات. ونفقد العديد من شبابنا مرة أخري.
ولذلك أطالب بالتمهل في السماح بحضور الجماهير قبل أن نفاجأ بمشكلات جديدة.