الأهرام
راندا يحيى يوسف
فى حضرة البابا تواضروس الثانى
لا يخفى على أحد مدى العمق التاريخى للوجود القبطى بجانب الإسلامى على أرض الكنانة عبر مئات السنين ، وإدراكنا التام بأن كافة الديانات جاءت لنشر رسائل الحب والسلام والرحمة، وان طريق الرسل والرسالات السماوية واحد وجوهرها هو السير فى طريق الله بصدق وإخلاص وتدبر .
منذ أيام دار بينى وبين أحد الأشخاص المتعصبين لآرائهم جدلاً واسعاً حول إختلاف الأديان ، وأتذكر إجابتى عليه بأننى أحمل قناعة شخصية منذ نعومة أظافرى بأن الإختلاف فى التوجهات بين البشر هو أمر بديهى وسنة من سنن الوجود وان إختلفت صوره ؛ ومنه عدم إطلاق الأحكام الجزافية على الغير لمجرد الإختلاف فى وجهات النظرأو فى المسمى الدينى والعقائدى ، وحذرته من محاولات تسطيح العقول والتركيز على الهدف الأسمى من كافة الرسالات وهو التعامل مع الآخر بالفطرة النقية وبقلب سليم وتقديم النفع لأنفسنا ولمن حولنا وجعل المحبة سلوكًا وعقيدة وطريق ، وشتان بين هذا اللقاء الذى إستمر لوقت طويل مع شخص لا يريد ان يسمع أو يعقل أو يقتنع – وبين أن تلتقى برمز دينى كبير يستمع للجميع ويحاورهم ويحترم عقولهم ، ولقد إستشعرت ذلك جليًا عند إلتقائى للمرة الأولى فى حياتى بالأب الروحى والرمز الدينى الموقر البابا تواضروس الثانى حيث غمرتنى سعادة لا توصف بالثوانى التى صافحته فيها وودت أن أشكر حضوره الكريم الذى أشعرنى وكل من حضر اللقاء بأننا تعرضنا لطاقة محبة كبرى تشع منه ، وهو الأمر الذى يجعلنى أقترح ان يقوم كافة رموز الدين الأجلاء فى وطننا بزيارات دورية لكافة مؤسسات الدولة ، فهم رموز قد وهبوا أنفسهم للعمل الخالص المتجرد من أية رغبة دنيوية ، وسوف يسفر تواجدهم المستمر عن بث رسائل سلام ومودة يستقبلها من أراد ويتجاهلها من أراد ، كما سيؤكد ذلك على حميمية العلاقة بين نسيج الوطن الواحد .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف