بما أننا فى موسم الانتقالات الشتوية، فنحن أمام ظاهرة تحتاج لقليل من الانتباه وهى؛ الارتفاع الجنونى فى أسعار اللاعبين، تلك الظاهرة التى تثير بداخلنا تساؤلات عديدة تحتاج إجابات مقنعة.. هل لدينا معايير للتعاقدات مع اللاعبين؟ ومن السبب فى انفجار أسعار اللاعبين بهذا الشكل الجنونى؟ هل نجحت صفقات الصيف الماضى بما يعادل 1% من المبلغ المدفوع لاتمامها؟ وما هى الإستراتيجية التى تضعها الأجهزة الفنية عموما لإبرام صفقاتها؟
حتى نكون منصفين يجب أن نوجه تلك الأسئلة لكل الأندية عموما ولقطبى الكرة المصرية «الأهلى والزمالك» خصوصًا.
إذا قررنا الإجابة عن تلك الأسئلة بواقعية وبالترتيب ستكون الإجابات صادمة.. لا يوجد لدينا معايير فى التعاقد مع اللاعبين أو تحديد أسعارهم، فالقصة برمتها تتحكم فيها صراعات أندية لإرضاء جماهيرها بصرف النظر عن قيمة اللاعب وحجمه.
أما المسئول عن ذلك الانفجار فى أسعار اللاعبين فهم رؤساء الأندية بعد أن أصبحت فترة الانتقالات مرحلة لاستعراض العضلات، فنجد رئيس نادى يطلب فى لاعب 20 مليون جنيه دون معايير وأسس صحيحة لمجرد دخول طرفين فى صراع عليه فى الغالب يكون بين الأهلى والزمالك.
المؤسف أنك ستجد الصراع يحتدم على صفقة لا نعرف صاحبها إلا بسبب السعر الخرافى المطلوب فيه، والمحزن أن اللاعب ينضم بالفعل لأحد الأندية الكبار ويفشل فى تقديم نفسه ويرحل بعد إهدار ملايين، يمكن توفيرها لصناعة قطاعات ناشئين استثنائية تكون مفرخة لفرق الأندية والمنتخبات الوطنية فبمختلف فئاتها.. ولكن أين الإدارات الرشيدة التى تضع استراتيجيه لتحقيق ذلك؟
مؤخرا، جمعتنى جلسة خلال الفترة الماضية مع الكابتن تامر النحاس أحد أهم وأكبر وكلاء اللاعبين فى مصر، فاستغليت الفرصة ربما أجد إجابة، ووجهت له سؤالين مرتبطين ببعضهما الأول هو: هل هناك معايير لتحديد أسعار اللاعبين؟ فباردنى سريعا «نعم»، فوجهت له السؤال الأصعب ما هى تلك المعايير؟ كانت الإجابة واقعية ومصحوبة بمثال حى وهو آخر صفقة ساهم فى إنهائها للاعب على جبر الذى بدأ رحلة احترافه منذ أيام فى وست بروميتش الإنجليزى.
كان نادى الزمالك طلب سعر كبير كاد يفسد الصفقة ولكن المعايير التى وضعها الجهاز الفنى لوست بروميتش كانت القول الفصل والتى كانت كالتالى، عامل السن وعدد مشاركاته مع ناديه ومع المنتخب الوطنى وأيضًا مركزه فى الملعب وأخيرًا مبدأ العرض والطلب، وبناء عليه اقتنع نادى الزمالك بالمعايير وتمت الصفقة بنجاح، سألت وبالنسبة للمعايير فى مصر؟ فكان رده بمثابة الصدمة لى عندما اعترف أن المفاوضات مع اللاعبين فى مصر لا تعترف بالمعايير، وإنما هى مسألة صراع وعرض وطلب بين الأندية ليس أكثر.