جريدة روزاليوسف
كمال عامر
عودة الجماهير للمدرجات.. مناورة
بالطبع سمعنا عن رغبة جهة ما فى عودة الجماهير للمدرجات.. وفى كل مرة تصلنا الرسالة مرة من الداخلية.. ومرة من وزارة الشباب والرياضة.. ومرة من جهات غيرهما.. وقد تأكدت أن ما يصلنا هو عملية جس نبض أو تهدئة ارتأت تلك الجهات بضرورة اشغالنا بالمومضوع ليس إلا.. إذا رغبة عودة الجماهير للمدرجات موجودة ومؤكدة.. لكن ليس هناك قرار ولا مجرد اتخاذ خطوات جادة.. بشأن مثلا شروط من الواجب تحقيقها لتعود الجماهير.. شروط واضحة ومدروسة.. لكن مع الأسف لم أقرأ أى شروط استشعر من خلالها أن هناك من يهتم بالقضية.
الملاحظ ومن خلال التصريحات غياب التنسيق بين المنظومة التى تتلامس مع القرار وهى الداخلية والشباب والرياضة واتحاد الكرة.. وقد فهم المشجعون ذلك.. وهو ما افقد أى تصريح من هنا أو هناك المصداقية.. وأصبحت جماهير الكرة المصرية، مطالبة أن تتجه للرئيس ما دام هناك خلاف.
وأرى أن عودة الجماهير للمدرجات أمر يَصب فى صالح كل الجهات، وهو يعنى أنها تمتلك القوة والشجاعة، وبالتالى تجذب إليها تلك الجماهير فيما لو احتاجت عودة الجماهير لمدرجات المباريات يفيد المجتمع ويحميه من أثار التطرّف والإرهاب والإدمان، أنه أشبه بنزع فتيل القنابل.. النفسية من تراكمات لصعوبات الحياة والملعب هو التنفس والصراخ أو التشجيع وغيرهما عبارة عن روشتة علاج للمشجع والحرمان يعنى زيادة الكبت وبالتالى زيادة فرصة الانفجار والاستسلام للتجنيد كوقود للمتطرفين.
الحل فى أيدينا وقبل أو نستيقظ بعد فوات الأوان، حيث إن التباطؤ فى اتخاذ القرار يحد من اندماج حتى الشريحة المتطرفة فى التشجيع فى المجتمع بشكل عام.
■■■
جماهير الكرة وروابط الأندية هما الشريحة الوحيدة فى البلد التى نطاردهما بتعميم الاتهامات.. البعض يحملها ماليس فيها والبعض يخترع لها الاتهامات، وهى أسهل الطرق للتشويه.. وبالطبع نعلم أن التحاور مع المشاغبين من الجماهير لتوضيح الأمور ولتغير السلوك والشكل يستدعى وجود قدرات خاصة، فيمن يقوم بذالك والأهم أننا لم نملك هذا النوع من المسئولين.
وأضيف أن جماهير الكرة وروابط الأندية شأنهم وغيرهم من شرائح المجتمع بينهم المحترم واللى متربى وابن الناس...وأيضاً المشاغب واللى مخه بيحدف شمال والنوع الأخير قلة والأغلبية من الجماهير أو روابط الأندية أغلبية إيجابية.
جماهير الكرة وروابط الأندية تجسد شباب مصر.مع وجود بالمدرجات للطبيب والمهندس والأستاذ والطلبة وأيضاً سيد بائع الخضار فى شارع المماليك بروكسى وأحمد العامل بالجراج وحسين حارس العقار ومحمود طالب التجارة وأبنائى والمهندس محمد، وغيرهم تلك هم شباب مصر الذين يحاربون من أجل حضور المباريات لتشجيع فريقهم ليحقق لهم الانتصار ويصنع لهم الفرحة.
■■■
المدرجات انعكاس للشارع والمدرجات تضم جماهير من أشرف تقسيمات المجتمع.. مدرجاتنا خالية من السرقة والكذب والنفاق.. من يجلس فيها واضح فى كشف كل ما بداخله نحو السلطة وتلاعب والإدارى والحكم.
كلها أمور إبداء الرأى نحوها شجاعة فى الوقت الذى تعانى الدولة من أكاذيب البعض والانتهازية والسقوط والرشوة.
■■■
على الأقل جماهير الكرة صادقة فى التعبير عما بداخلها. فى وجود حزمة من القوانين الغليظة العقوبة تطارد الجماهير لتصحيح أى خطأ إذًا لتخوف على الدولة من جماهير الكرة.
ولا خوف على أى طرف من سلوك غير مرحب به من جانب المشجعين.. وطالما العقوبات موجودة إذًا الكرة فى ملعب الحكومة، وعليها أن تحترم جماهير الكرة وتعاملهم باحترام وتتحاور معهم على الاقل مثلما تتحاور مع المعارضين لها برغم أن تلك الجماهير الأغلبية العظمى منها سالمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف