الأخبار
جلال دويدار
كان أملنا في إنتخابات تنافسية رغم الإجماع علي إختيار السيسي (٢)
ليس من تفسير لعدم وجود شخصيات قادرة علي منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات التصويت الشعبي للفترة الرئاسية الجديدة.. سوي أن هناك اجماعا شعبيا علي اختياره. هذا التوجه الشعبي ينبع من الايمان بأن مرحلة الرئاسة القادمة تحتاج إلي وجود السيسي لاستكمال الحلقة الواسعة من المشروعات القومية والتنموية.
لهذا السبب فإنه هو وحده الذي يجعل العبارة السائدة في الشارع المصري في كل مكان »ليس أمامنا سوي إعادة انتخاب السيسي»‬. هذا الواقع كان وراء بيان الفريق أحمد شفيق بعدم الترشح.. عبّر مضمونه عن حس وطني وبعد نظر وتقدير سليم للموقف علاوة علي إعلائه الصالح العام. وفقا لما تداولته وسائل الاعلام وبرامج »‬التوك شو».. فإن الفريق شفيق كان يعد أقوي المرشحين للمنافسة في الانتخابات الرئاسية القادمة.
رغم هذا فإن أملنا أن لا نفتقد أن تتاح الفرصة كاملة للمنافسة. هناك اتفاق عام بأن وجود هذه المنافسة يخدم المسيرة الوطنية نحو إثراء التجربة الديمقراطية.
كنا نرجو ونتمني أن تكون لدينا أحزاب قوية يمكنها أن تقدم كوادر مؤهلة لديها القدرة علي تحمل مسئولية قيادة مصر.. ولكنها وللاسف وكما سبق وذكرت فإنها مازالت عاجزة عن القيام بدورها الذي من المفروض أن تقوم به لتعظيم هذا الهدف. هذا العجز وللاسف ليس ابدا لصالح مصر ولا ما يتطلبه العمل السياسي والتخطيط للمستقبل الذي نتطلع اليه جميعاً.
من ناحية أخري فانه ليس خافيا أن تجربة مجلس النواب وما يجري علي ساحته لم تصل بعد إلي المستوي المطلوب الذي يمكن أن يساهم في تحقيق هذه الآمال. حول هذا الامر فإنه من حق الرأي العام أن يقلق عما سيكون عليه الحال بعد استنفاد السيسي للفترة الرئاسية الثانية اذا ما تم انتخابه هذه المرة أنه ووفقاً للدستور لابد من انتخاب شخصية جديدة لرئاسة مصر بعد السيسي.
كم نتمني أن تتحرك هذه الاحزاب ويكون لها وجود حقيقي علي المستوي الشعبي وأن توفر برامجها ومناقشاتها المجال أمام ظهور كوادر قادرة علي القيادة السياسية واكتساب دعم ورضا الشعب. من المؤكد أن هذا الانجاز لا يمكن أن يكون متاحاً في ظل هذه الاعداد الغفيرة من هذه الاحزاب الفاقدة تماماً للوجود علي الساحة الشعبية. فاعلية دور هذه الاحزاب في خدمة الاهداف الوطنية في كل المجالات يحتم اندماج الجانب الأكبر منها. المطلوب ان يكون عندنا حزبان كبيران إلي جانبهما ثلاثة أو أربعة أحزاب أخري يمكن ان تساهم في دعم ومساندة للمسيرة الديمقراطية والسياسية والتنموية.
علي كل حال ورغم ما يمكن ان تتضمنه التحليلات من عدم التفاؤل حالياً لعدم وجود منافسين في الانتخابات الرئاسية يملكون القدرة للاضطلاع بمسئولية المنصب امام هذا الوضع فانه ليس امامنا سوي أن نأمل وننتظر. كما نعرف جميعا فإن صندوق الانتخاب هو الفيصل والحكم للتعبير عن الارادة الشعبية. المهم وسعيا إلي تحقيق الامل في حياة ديمقراطية صحيحة.. ان يتحمل الشعب المتطلع لتحقيق تطلعاته نحو ديمقراطية سليمة أن يُقبل علي صناديق الانتخاب لاداء الواجب الانتخابي.
من ناحية أخري فأنه من المؤكد أن توافر الشفافية وحرية الاختيار وتحقيق نسبة الاصوات العالية للرئيس المنتخب سوف تكون شهادة علي سلامة العملية الانتخابية.
وللحديث بقية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف