أطلق أحد الإعلاميين امس الأول نكتة بايخة ومغرضة حتماً ستكون القضية الأولي بالاهتمام والهري وعلي قنوات بعينها طوال الشهور القادمة.. قال- لا فُض فوه - "إن الرئيس القادم مسئول مسئولية مباشرة عن تقوية أحزاب المعارضة حتي يكون لها دور مشهود"..!!!
هذه النكتة البايخة والمغرضة اطلقها الاعلامي بسبب ان الأحزاب المصرية لم تتقدم بمرشح واحد للانتخابات الرئاسية أمام الرئيس السيسي حتي ليلة غلق باب الترشح قبل ان يتقدم مصطفي موسي رئيس حزب الغد في الساعات الأخيرة بأوراق ترشحه مدعومة بتزكية 20 نائباً.
السؤال: أي مسئولية مباشرة للرئيس القادم يقصد هذا الاعلامي المشهور بتضفير "مع وضد" ببراعة في قالب واحد وفي كل القضايا بمختلف انواعها ؟؟.. هل يقصد مثلاً ان يقوم الرئيس بالترويج زيفاً وزوراً للمعارضة بين المواطنين الذين لا يعرفونها الا "طشاش" ولم يتشرفوا بعمل ايجابي واحد لها علي مدي عقود ؟؟.. أم يقصد ان يخصص الرئيس فقرة في كل خطاب له للاشادة بالمعارضة وتمجيد انجازاتها الوهمية وحث الناس علي الانضمام اليها ؟؟.. أم يقصد تعيين وزراء ومحافظين مجهولين منها لمجرد انهم من احزاب المعارضة ؟؟.. أم ان هناك قصداً رابعاً لا نعرفه ومعناه في بطن الاعلامي فقط..؟؟
زميلي العزيز.. انت تتحدث في موضوع لا دخل لرئيس الدولة به اصلاً اللهم الا في جانب واحد هو توفير المناخ الآمن لعمل احزاب المعارضة.. بمعني عدم التضييق عليها أو ملاحقة اعضائها بغير حق أو بلا سند قانوني ويقيني ان هذا متوفر فعلاً حيث لم يحدث ان معارضاً تم استهدافه أو التضييق عليه ظلماً وعدواناً لأنه معارض .
بعيداً عن نواياك والتي لا يعلمها سوي الله.. فمن حقي أن أفند ماقلت بموضوعية وواقعية :
- اولاً.. لدينا 104 أحزاب.. أراهنك اذا ذكرت اسماء عشرة منها دون العودة الي جوجل وغيره ومؤكد غيرك ملايين وانا منهم.. فهل لرئيس الدولة دخل في ان هذه الأحزاب لا يعرفها احد ؟؟.. اين هذه الأحزاب طوال 13 سنة اجريت خلالها 3 انتخابات بعد انتخابات 2005 هي 2012 - 2014 ثم اخيراً الآن 2018..؟؟
- ثانياً.. باستثناء "الوفد" اقدم حزب في مصر والذي أحترمه وأقدره رغم انني لست وفدياً.. فان هناك 103 أحزاب اغلبها ظهر بعد الفوضي الخلاقة في "25 زفت".. وبالتالي.. انا راضي ذمتك اين هذه الأحزاب طوال 7 سنوات ؟؟.. لماذا لم تتواجد في الشارع حتي اليوم ؟؟.. لماذا لم تحرص علي دعم مرشحين اقوياء وتقديمهم لنا واعتقد ان الوقت كان كافياً لذلك..؟؟
- ثالثاً.. اذا كان "الوفد" قد رفض طرح مرشح رئاسي فذلك لأنه من الأساس أعلن تأييده للرئيس السيسي نظراً لإنجازاته المهولة خلال 4 سنوات وقناعة الحزب مثل كل الوطنيين بأن السيسي اولي بالترشح والانتخاب لاستكمال مابدأه.. ثم ان "الوفد" كحزب كبير وقديم يبلغ عمره 100 سنة العام القادم عيب جداً ان يتقدم بمرشح في الوقت الضائع .
- رابعاً.. حزب النور السلفي رفض هو الآخر من البداية طرح مرشح له وأيد الرئيس.. لكن شتان بينه وبين "الوفد" في كل شيء .
- خامساً.. تعلم جيداً ان حمدين صباحي ومحمد انور السادات أعلنا من البداية عدم خوض هذه الانتخابات.. أما الفريق سامي عنان فان من دفعوه للترشح قد ورطوه أو انه ورط نفسه بمزاجه ولن اخوض في هذا الموضوع لأنه أمام القضاء العسكري حيث انه "فريق مستدعي" ولا يحق له الترشح الا باذن من القوات المسلحة وهذا لم يحدث.. ثم جاء خالد علي ورفض الاستمرار بحجة ان توكيلاته سُرقت.. طيب.. لماذا لم يستخرج غيرها وهي موجودة أصلاً علي الكمبيوتر ؟؟.. هذا الدعي فاشل سياسياً وأنتم تعلمون الشيء الوحيد "الفالح" فيه .
- سادساً.. أخيراً.. المفروض ان تكون للأحزاب قواعد في الشارع ومتصلة بها ومتفاعلة معها وهذا غير موجود بالمرة.. اذن المشكلة اصلاً في الأحزاب فلا تحمل الرئيس وزر فشل الغير في اثبات وجوده.. ومن ثم.. لا حل سوي ان ينضم كل عدة احزاب متشابهة البرامج في كيان حزبي واحد.. وان تلغي الأحزاب الدينية تطبيقاً للدستور الذي ينص في مادته "74" علي "... ولا يجوز مباشرة أي نشاط سياسي أو قيام احزاب سياسية علي اساس ديني..." فمن المهازل والمساخر ان يستمر مثلاً حزب "البناء والتنمية" حتي اليوم رغم أن رئيسه المنتخب حديثاً بالاجماع والهارب من مصر ارهابي بحكم القضاء..!!!
ألم اقل لكم "نكتة بايخة ومغرضة"..؟؟ العيب ليس في السيسي بل في الأحزاب الورقية .
وتحيا مصر وطناً وشعباً وقيادة وجيشاً وشرطة.. ورحم الله شهداءنا من المسلمين والأقباط .
** غداً.. مساء جديد..
بعد انقطاع لا إرادي استمر أكثر من 5 سنوات.. عاد الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ سمير رجب امس بمقاله "غداً.. مساء جديد" إلي جريدتنا.. وكان قد عاد أيضاً إلي "الجمهورية" يوم السبت الماضي.
الأستاذ سمير رجب هو صاحب النهضة الهائلة لمؤسسة دار التحرير.. وهو مؤسس "المساء الجديد" بتوليفتها الفريدة التي ما حدنا عنها علي مدي 37 سنة منذ تولي رئاسة تحريرها عام 1981 وتعاقب بعده 6 رؤساء تحرير ساروا علي نفس النهج .
أستاذي الكبير.. نحن الذين سنسعد بصحبتك.. فقد نورت مؤسستك وصحفك التي أفنيت فيها عمرك ولم تبخل يوماً بجهد علي حساب صحتك وبيتك وأنجبت للصحافة المصرية تلاميذ حملوا المشعل من بعدك بإخلاص وتفان .
الشكر الجزيل للزملاء الأساتذة كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة وسعد سليم رئيس مجلس الإدارة وعبدالرازق توفيق رئيس تحرير "الجمهورية" وخالد السكران رئيس تحرير "المساء".. فقد أعادوا الحق لأصحابه وأكدوا للكافة أنه لا يصح الا الصحيح.