الوطن
د. محمود خليل
منافس «خاص جداً»
بدا المرشح الرئاسى «موسى مصطفى موسى» الذى هبط على الهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية قبل دقائق من إغلاق باب الترشح قلقاً ومضطرباً خلال المؤتمر الصحفى الذى نظمه بعد بضع ساعات من التقدم بأوراقه. الواضح أن الأمر تم على عجل، لذا جاءت إجاباته على الكثير من الأسئلة خالية من أى مضمون يمكن إمساكه باليد أو هضمه بالعقل. لفظة واحدة كان يرددها فى كل الإجابات، هى لفظة «منظومة»، عندما يُسأل كيف سيواجه التردى فى مستوى معيشة المواطن يتحدث عن المنظومة الاقتصادية والمنظومة الصناعية، يُسأل عن سد النهضة يجيب بالمنظومة السياسية التى تحكم رؤية الدولة لقطرة المياه. كله عند المرشح «منظومة». يبدو أنه استغرق وقتاً طويلاً فى حفظ الكلمة.

دعك من هذا وتعالَ إلى ما ذكره «موسى» بلسانه من أن حملته جمعت أكثر من 47 ألف توكيل من المواطنين خلال الأيام الماضية، وهو الأمر الذى دفع إحدى الصحفيات إلى مناقشته فى هذه المسألة العجيبة التى يتمكن فيها مرشح من جمع عشرات الآلاف من التوكيلات، رغم أن اسمه لم يكن مدرجاً على قائمة طالبى التوكيلات التى سبق أن أعلن عنها عدد من المسئولين بالهيئة الوطنية!. وعندما سأله صحفى آخر عن أبرز النواب الذين منحوه أوراق تزكية للترشح أخذ يفر من السؤال، كأن الإجابة عليه حاجة عيب!. جدير بالذكر أن حملة المنافس الرئيس عبدالفتاح السيسى تقدمت بـ173 ألف توكيل من مواطنين ضمن أوراق ترشحه، فى حين تمكن «موسى» من جمع 47 ألف توكيل.

أصيب المرشح أيضاً بحالة من الاضطراب الواضح عندما سُئل عن حملة «مؤيدون» التى تواصلت فعالياتها تحت قيادته -طيلة الأسابيع الماضية- لتأييد الرئيس «السيسى». وقد سُئل الدكتور محمد أبوشقة المسئول عن حملة الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الأمر فقال إنه لا يستطيع أن يحدد على وجه الدقة هل وصلت توكيلات لتزكية الرئيس جمعها «موسى» من المواطنين أم لا؟. فى كل الأحوال لم يستطِع موسى أن يجيب بكفاءة عن هذا السؤال، واكتفى بالتأكيد على أن صوته كان للسيسى، لكنه ترشح بعد انسحاب الجميع!. ليته سكت أو لجأ إلى الحديث كما تعود عن «المنظومة»!.

فى الكثير من المواضع تحدث الأخ «موسى» عما أدَّاه وقام به منافسه الرئيس عبدالفتاح السيسى. وهو أمر يعكس روحه الرياضية، لكن يبقى أنه لم يبدِ أية ملاحظة على هذا الأداء ما يعنى أنه راضٍ كل الرضا عنه. منطقياً يشكك هذا الأداء فى مستوى جديته فى التحول من التأييد إلى المنافسة، ويجعل المتابع يفكر كثيراً فى مسألة أن صوته سوف يذهب إلى نفسه. أضف إلى ذلك أصوات الذين كان يقنعهم بالأمس بمنح أصواتهم لمنافسه وهل من الممكن أن يقنعهم اليوم بالتحول إليه ومنح أصواتهم له؟!.

ملحوظة أخيرة: اكتفت الهيئة الوطنية للانتخابات بالإعلان عن اسمين فقط قاما بإجراء الكشف الطبى، هما الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدكتور السيد البدوى، ولم تعلن على المصريين أسماء بقية الشخصيات. ومن المعلوم أن الأخ «موسى» أعلن ترشحه بعد مرور يومين على المهلة المحددة لإجراء الكشف الطبى (انتهت يوم 26 يناير). أهمية هذه الملاحظة أن «موسى» لم يحدد لنا تاريخ الكشف الطبى بوضوح، تماماً مثلما لم يفسر لنا حكاية التوكيلات الـ47 ألفاً التى جمعها دون أن يكون اسمه مدرجاً ضمن طالبيها.. ولماذا لم يقدمها بدلاً من تزكيات النواب؟!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف