الأهرام
شريف عابدين
الرئيس ومرشح (الصدفة)!
مصر أكبر من أن يزايد إعلامى أكل على كل الموائد طوال العقدين الماضيين بأنه وحده الذى يحمل على كتفه مهمة تبييض وجه النظام الديمقراطى فى البلاد، فيبشرنا مساء كل يوم بأن مرشحا جديدا سيتقدم فى الصباح للانتخابات الرئاسية!

الرئيس أكبر بكثير من أن ينافسه مرشح شكلى بلا وزن لمجرد أن البعض يرغب فى إرضاء الخارج وإظهار أننا لا نحيد عن التعددية السياسية واحترام حرية الترشح والمنافسة مما يفرض على المشهد هزلا ممقوتا لا يقل عنه إثارة للسخرية مشهد من يتصدق على فقير فيطلب من الآخرين تصويره وهو يعمل الخير كى يرسل رسالة للعالم أنه رجل بر!

ستظل معضلة مصر الكبرى المتوارثة منذ نحو 60 عاما أن هؤلاء الذين يتوهمون أنهم وحدهم حراس الديمقراطية فى هذا البلد لايعيرون اهتماما لعقلية المواطن ويعتبرون موافقته موجودة على أى شيء يتم تقديمه إليه، وينصب جل اهتمامهم نحو الغرب لإرضائه بشكليات لاتنطلى بالطبع عليه ومنها تقديم مرشح رئاسى (معلب) بلا وزن.

نقول لهؤلاء الذين يقدمون أنفسهم فى كل عهد إنهم الأكثر حرصا على الوطن والشعب والرئيس، ماتفعلونه أكثر ضررا على مصر والرئيس، فالرجل له إنجازاته، فقد حافظ على سيادة الوطن على أراضيه وأعاد الأمن ويقود بنجاح مسيرة البناء ودفع عجلة الإقتصاد ومن حقه أن يستكمل العمل ولن يضيره بشيء أو يزعزع مكانته النزول للانتخابات بلا منافس فهو ليس مسئولا عن تجريف ممنهج جرى خلال العقود الماضية للأدمغة وللعقول وللقامات الجديرة بالمنافسة فى أى انتخابات.

رسالتى إلى هؤلاء الذين يحاولون تجميل المشهد فيقبحونه بما اقترفت عقولهم من سذاجة، نحن نفضل أن ننزل فى استفتاء على بقاء الرئيس على أن نتابع مشهدا هزليا لاستجداء مرشح رئاسي، والأولى بكم التركيز على نجاحات الرئيس وكشف منافع قادمة لقرارات رئاسية ربما لم تحظ بالشعبية، ويجب منح المعارضة الوطنية غير الموجهة بأجندات الفرصة والمساحة للتعبير عن نفسها وتقديم نفسها للشعب لإظهار الاحترام عن حق للتعددية السياسية وتداول السلطة لنستعد جديا لجولات انتخابية مستقبلية بعيدا عن مرشح (الصدفة)!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف