الأهرام
مرسى عطا الله
أين الحالمون بمقعد الرئاسة؟
ما‭ ‬بين‭ ‬الأمل‭ ‬والعمل‭ ‬مساحة‭ ‬واسعة‭ ‬فالأمل‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬المني‭ ‬والحلم‭ ‬بما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لكن‭ ‬الأمل‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬ويتطلب‭ ‬تحويله‭ ‬إلي‭ ‬واقع‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬منظم‭ ‬يعكس‭ ‬عمق‭ ‬وصلابة‭ ‬الإرادة‭ ‬القادرة‭ ‬علي‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬والحلم‭ ‬إلي‭ ‬الهدف المرتجى .

الأمل‭ ‬طاقة‭ ‬عاطفية‭ ‬محمودة‭ ‬لا‭ ‬تكتمل‭ ‬فائدتها‭ ‬إلا‭ ‬بطاقة‭ ‬العمل‭ ‬القادرة‭ ‬علي‭ ‬الانطلاق‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التحديات‭ ‬والمصاعب‭ ‬وظني‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬عاشته‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الذين‭ ‬صدعوا‭ ‬رءوسنا‭ ‬بقدرتهم‭ ‬علي‭ ‬قيادة‭ ‬سفينة‭ ‬الوطن‭ ‬ودخول‭ ‬سباق‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭.‬

والحقيقة‭ ‬إن‭ ‬الأحداث‭ ‬الجسام‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬مصر‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬الخروج‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬تحتاج‭ ‬إلي‭ ‬دراسات‭ ‬سياسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬عميقة‭ ‬باعتبارها‭ ‬فترة‭ ‬تاريخية‭ ‬شهدت‭ ‬بزوغ‭ ‬الأمل‭ ‬لدي‭ ‬غالبية‭ ‬المصريين‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬السبل‭ ‬الكفيلة‭ ‬بترجمه‭ ‬هذا‭ ‬الأمل‭ ‬والذي‭ ‬تجلي‭ ‬في‭ ‬المظاهرات‭ ‬المليونية‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬لولا‭ ‬طاقة‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬فجرها‭ ‬السيسي‭ ‬فوق‭ ‬منصة‭ ‬3‭ ‬يوليو‭ ‬لينتقل‭ ‬بحلم‭ ‬الجماهير‭ ‬إلي‭ ‬الواقع‭ ‬ويعلن‭ ‬كذلك‭ ‬عن‭ ‬لحظة‭ ‬الميلاد‭ ‬السياسي‭ ‬للفريق‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭.‬

وأتطلع‭ ‬ببصري‭ ‬إلي‭ ‬المشهد‭ ‬الراهن‭ ‬ونحن‭ ‬علي‭ ‬أعتاب‭ ‬فترة‭ ‬رئاسية‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬يتقدم‭ ‬فيها‭ ‬لمنافسة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬سوي‭ ‬المهندس‭ ‬موسي‭ ‬مصطفي‭ ‬موسي‭ ‬بينما‭ ‬غاب‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬كل‭ ‬الحالمين‭ ‬بمقعد‭ ‬الرئاسة‭ ‬واسترجع‭ ‬شريطا‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬2013‭ ‬وكيف‭ ‬استطعنا‭ ‬بطاقة‭ ‬الأمل‭ ‬العاطفية‭ ‬وطاقة‭ ‬العمل‭ ‬الفعلية‭ ‬أن‭ ‬نعبر‭ ‬فوق‭ ‬عشرات‭ ‬الحواجز‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬تعطيل‭ ‬مسيرتنا‭!‬

ولا‭ ‬تفسير‭ ‬عندي‭ ‬للمشهد‭ ‬الراهن‭ ‬سوي‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الطامحين‭ ‬بالكلام‭ ‬والشعارات‭ ‬في‭ ‬نيل‭ ‬شرف‭ ‬رئاسة‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬يمتلكوا‭ ‬شهادة‭ ‬الميلاد‭ ‬السياسي‭ ‬والتي‭ ‬بدونها‭ ‬يفقد‭ ‬أي‭ ‬طامح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬الرفيع‭ ‬أهم‭ ‬أوراق‭ ‬الترشح‭ ‬التي‭ ‬تكسبه‭ ‬ثقة‭ ‬الجماهير‭.‬

خير الكلام:

<< الأحلام مثل نجوم ينظر إليها فى الظلام.. واليأس حفرة نحفرها بأيدينا فى وضح النهار!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف