يجب ألا تفوت مصر فرصة انعقاد القمة الإفريقية القادمة دون محاولة تحقيق بعض الأهداف الأساسية، مثل إقامة علاقة متوازنة مع جميع بلدان القارة السمراء، وعقد اتفاقيات اقتصادية تفتح الأسواق لتبادل السلع، إبرام معاهدات وتفاهمات لتبادل المعلومات الأمنية الخاصة بمحاربة الإرهاب والحد من الجريمة.
قبل سنوات كنا وغيرنا نطالب بفتح أسواق في إفريقيا، ومساعدة بعض البلدان الإفريقية فى إقامة بعض المشروعات الخدمية التي تلبى احتياجات شعوبها وفى نفس الوقت تدر دخلاً كبيراً للخزينة المصرية، فضلا عن زيادة اللحمة بين مصر وإخوانها فى القارة السمراء، وقد اقترح البعض بإقامة مشروعات وتصدير بضائع واستغلال المساحات الزراعية فى هذه البلدان، لكن للأسف حادثة اغتيال الرئيس مبارك وقفت حائلاً بين العلاقات بين مصر وإفريقيا.
اليوم بعد أن نجحت مصر فى العودة مرة أخرى إلى إخوانها فى القارة السمراء، نقترح أن نقدم يد المساعدة لبعض البلدان فى التخلص من الإرهاب، حيث إن شعوب بعض البلدان مثل الصومال ومالي ونيجريا يقعون تحت وطأة عنف الجماعات التابعة للقاعدة والتي أعلنت مبايعتها لقيادات داعش فى سوريا والعراق، فالقضاء على الإرهاب فى مصر لن يحسم سوى بالقضاء على الجماعات المتطرفة فى البلدان العربية وفى البلدان الإفريقية.
ونظن أيضا ان مصر مطالبة بطرح فكرة اقامة خط سكة حديدية تربط بين دول القارة، ويكون نافذة لدول القارة على البحر المتوسط، القطار الذي يربط بين البلدان الأوروبية يعد مثالاً نحتذي به فى إفريقية وفى آسيا، حيث يمكن بمشاركة بعض البنوك ورجال الأعمال والحكومات أن نربط البلدان الإفريقية بعضها ببعض، والبلدان العربية بعضها ببعض، ويمكنا ربط البلدان العربية بالإفريقية، عبر خطوط سكة حديد سريعة، بعضها لنقل البضائع والأخرى لنقل المواطنين.
مصر أيضا يجب ان تطرح فكرة حصول هذه البلدان مجتمعة على حق الاعتراض (الفيتو) مثل الدول دائمة العضوية، قارة إفريقيا تضم حوالى 54 دولة، ويمكن فيما بينها أن تختار ممثلا لها فى مجلس الأمن سنويا يعبر عن إرادتها المجتمعة فى بعض القضايا المنظورة على مجلس الأمن، مصر يجب أن تفكر كذلك فى أمن البحر الأحمر من الإرهاب، ومن أطماع بعض البلدان، يجب أن تظل مياهه عربية.
القمة الإفريقية القادمة فرصة حقيقية لإعادة مصر إلى أشقائها فى القارة السمراء.