سمير عبد العظيم
بلا حدود - السيسي الذي أعاد المياه لمثلث حوض وادي النيل
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي صاروخ ضوء في علاقات بلدان مثلث حوض وادي النيل مصر والسودان وأثيوبيا وأذاب بحكمته ورجاحة فكره الجليد الذي ظهر فجأة بسبب ما يسمي بسد النهضة الأثيوبي.. وبذلك نجح بدرجة الاجادة في تفويت الفرصة علي الذين حاولوا استغلال بعض الاختلافات في وجهات النظر حول انشاء سد النهضة ليزيد الفجوة اتساعاً وهو بيت الشقاق بين مثلث عاش طوال تاريخه علي الحب والإخاء والصداقة وهم الذين يشربون من مياه نهر واحد هو نهر النيل.
نجح السيسي في انهاء هذا الاختلاف في الرأي قبيل مغادرته أرض أديس أبابا بعد انتهاء أعمال المؤتمر الأفريقي الذي استضافته أثيوبيا معلناً عن أن كل أيام الغيام السابقة سوف تنتهي قريباً.. وقريباً جداً وذلك بعد الاجتماع التاريخي الذي حضره قادة البلاد الثلاثة ووضعوا كل الحلول من أجل صالح شعوب البلاد الثلاثة بلا ضرر ولا ضرار.
وفور إعلان الاتفاق التاريخي التوافقي عادت بي الذاكرة إلي 61 عاماً وبالتحديد في نهاية عام 1956 عندما شارك قادة البلاد الثلاثة الكرويون في تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بناء علي اقتراح أطلقه السوداني الدكتور عبد الحليم محمد ومعه المهندس عبد العزيز سالم رئيس الاتحاد المصري وقتها وشارك في الفكرة محمد لطيف ويوسف محمد والسوداني عبد الرحيم شواد وبدوي محمد والجنوب أفريقي وليافيل وتدارسوا امكانية انشاء اتحاد كروي إقليمي واقامة بطولة تجمع الفرق الأفريقية.
جاء ذلك خلال اجتماع الاتحاد الدولي في مدينة لشبونة البرتغالي عام 1956 وحضروه مندوبو الدول الأفريقية الأربعة مصر والسودان وأثيوبيا وجنوب أفريقيا وعرضوا فكرة تأسيس اتحاد أفريقي للعبة يجمع فرق القارة كلها.. ووافق الاتحاد الدولي علي الفكرة خلال اجتماعه في مدينة برن السويسرية بعد الاعتراف بأفرقيا عضواً باللجنة التنفيذية بالفيفا وتم اختيار المهندس عبد العزيز عبد الله سالم من مصر كأول رئيس للاتحاد الأفريقي ووضع القانون الدستوري للاتحاد.
وفي يوم 10 فبراير 1957 شهدت الخرطوم السودانية فعاليات أول بطولة أفريقية بعد انعقاد الجمعية العمومية بمشاركة الدول الأربعة.. إلا ان جنوب أفريقيا انسحبت منها لتمسكها بالنظام العنصري البعيد عن قانون الاتحاد الأفريقي وفازت مصر بأول بطولة بعد تغلبها علي أثيوبيا.
كما نجح الفريق المصري في المحافظة علي اللقب في النسخة الثانية التي أقيمت في القاهرة بمشاركة الدول الثلاثة المؤسسين بعد التغلب علي الشقيقين الباقيين.
وأقيمت البطولة الثالثة بأثيوبيا عام 62 أي بعد ثلاث سنوات وبمشاركة الفريق التونسي والأوغندي كأول ضيوف علي الاتحاد الأفريقي والبطولة وفازت أثيوبيا بالبطولة الوحيدة لها بعد تغلب فريقها علي المنتخب المصري في الوقت الاضافي 4/2.
وخلال السنوات اللاحقة لم تغب الدول الثلاثة عن البطولات الأفريقية بعد ان تم تقنين البطولة باقامتها كل سنتين وفي السنوات الزوجية إلي أن تم تعديلها أخيراً لتقام في السنوات الفردية تفادياً للتزامن مع مونديال كأس العالم الذي يقام في ذات التوقيت السابق لأفريقيا.
وهكذا كانت ولاتزال العلاقة الحميمة بين دول وشعوب البلاد الثلاثة رغم بعض الغيوم التي ظهرت وحاول المغرضون شق الصف إلي أن جاء السيسي وأعاد المياه الي مجاريها بين مثلث حوض وادي النيل ليستمر يفيض بخيرات الله علي الدول الثلاثة وشعوبها كما هو الحال من مئات السنين.