الجمهورية
جلاء جاب اللة
صدق أو لا تصدق : 87 حزباً رسمياً في مصر !!
كشفت الانتخابات الرئاسية عن حقيقة مذهلة تدعو للعجب ولا تجدها إلا في مصر.
يوجد لدينا 87 حزباً رسمياً وحوالي 20 حزباً تحت التأسيس كلها تدعي أنها أحزاب معارضة بلا تواجد ولا تأثير ولا فعالية في الشارع.
أقول الشارع ولا أقول الشارع السياسي لأنه لا يوجد لدينا شارع سياسي للأسف برغم أن مصر تستحق ذلك وأكثر.
لدينا حزب واحد ليس له اسم محدد وليس له مقر رئيسي أو انتخابات تحدد المراكز القيادية للحزب.. بل للأسف الشديد لدينا عشرات الأسماء لهذا الحزب وعشرات القيادات.. هذا الحزب هو حزب الدولة.. أو الحزب المؤيد للرئيس السيسي.. والمساند لترشيحه لفترة رئاسية جديدة.
هذا الحزب يسمي دعم مصر أحيانا وتحيا مصر أحيانا أخري.. وعشان تبنيها.. مرة.. ومن أجل مصر مرة رابعة.. وهكذا.. جماعات وتجمعات ومبادرات كلها تصب في خانة واحدة هي دعم ترشيح الرئيس وأعتقد أنه قد آن الأوان لتكون حزباً سياسياً واضحاً.. أما بقية الأحزاب فحدث عنها ولا حرج!!
مصر قبل 1952 كانت لديها أحزاب سياسية ولكن شابها الفساد خاصة بعد 4 فبراير 1942.. وكان القصر الملكي يتحكم في مقدرات هذه الأحزاب بنسبة كبيرة.. وكانت أهداف الثورة بقيادة جمال عبدالناصر هي إقامة حياة ديمقراطية سليمة بعد القضاء علي فساد هذه الأحزاب والنخب الحاكمة.. لذلك أنشأ هيئة التحرير ثم الاتحاد القومي.. ومن بعده الاتحاد الاشتراكي وكلها مسميات لحزب سياسي واحد هو حزب النظام الذي يعبر عن الثورة بإيجابياتها وسلبياتها حتي كان نصر أكتوبر 1973 بعده فكر الرئيس السادات في تجربة الأحزاب لكنه كان يريد التدرج في العملية الحزبية لذلك أنشأ ثلاثة منابر داخل الاتحاد الاشتراكي كل منها يعبر عن اتجاه "الوسط واليمين واليسار".
ولاحظ أن الرئيس هو الذي أنشأ ولم تكن تلك المنابر قد تأسست من القاعدة الشعبية بل تأسست فوقيا وبقرار سيادي..!!
تحولت المنابر بعد ذلك إلي أحزاب: الوسط أصبح حزب مصر واليسار حزب التجمع واليمين حزب الأحرار وبعدها تم السماح بأحزاب أخري فجاء حزب الوفد الجديد والحزب الناصري.. وتوالت الأحزاب التي صاحبها حينذاك حراك سياسي لكنه يتسم بالفوضي والصراخ أكثر منه عملاً سياسياً علي الأرض.. وصاحب ذلك صدور صحف حزبية فنشط الإعلام السياسي وأصبحت هناك منابر جادة تعبر عن رؤي تلك الأحزاب.. ولكن لأنها أحزاب فوقية في معظمها فقد حدث كثير من الانشقاقات والاختلافات حتي ان حزب الحكومة "حزب مصر" نفسه تغير إلي الحزب الوطني الذي ضم 95% من أعضاء وقيادات حزب مصر وبقي قلة فضلوا الانتظار في حزب قدر له أن يموت بالبطيء.
وشهدت مصر عام 1976 أهم انتخابات برلمانية حقيقية ومعبرة عن إرادة الشعب وقادها ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك وكان للمعارضة فيها صوت واضح وقوي ووطني وفي عام 1979 جرت انتخابات برلمانية أخري مبكرة وبرغم أنها لم تكن كسابقتها إلا أنها أفرزت أيضا عن أفكار وأشخاص ورؤي جديدة.. وكان خطأ الرئيس السادات- رحمه الله- آنذاك السماح بتواجد الإخوان في العلن.. ومساندة جماعات إسلامية في الجامعات والتجمعات سرعان ما انقلبت عليه فكان اغتياله.. وهو اغتيال لتجربة جادة في الديمقراطية وان كانت تجربة هادئة متدرجة!!
استشهاد الرئيس السادات.. وفرض قانون الطوارئ وظهور الإرهاب الجديد بعد مقتل السادات ثم في التسعينيات بشكل فج.. كل ذلك أحاط التجربة الديمقراطية بسياج فولاذي منعها من التحرك.. مما أتاح لجماعات سياسية أن تعود للتحرك تحت الأرض بل ومساندة خارجية أحيانا مثلما حدث في معسكرات بعض النشطاء في صربيا أو مساندة بعض الدول لجماعات أو تجمعات تحت مسميات مختلفة.. لكن مساحة الحراك كانت أعلي نسبيا والإعلام أكثر نوعيا.. مما أدي إلي ثورة يناير من ضمن أسباب أخري لا مجال لها الآن.
كان في مصر عام 2011 حوالي 80 حزباً سياسياً معظمها بلا شعبية أو قاعدة لأنها أحزاب شخصية فرئيس الحزب أو الزعيم كما يحلو للبعض أن يطلق علي نفسه يجمع إخوانه وأصدقاءه ومن يؤيده.. المهم ان يجمع العدد القانوني من التوكيلات ويكفي..!!
أحزاب معظمها شخصي أو ورقي بلا تواجد ولا تأثير حتي وصل العدد بعد الثورة إلي حوالي 84 حزباً تجمد الكثير منها ثم عادت أحزاب أخري حتي وصل العدد الرسمي إلي 87 حزباً وهناك حوالي 20 حزباً علي الورق لكنها مازالت تحت التأسيس.
إذا سألت شخصا أن يذكر لك أسماء عشرة أحزاب فقط لاحتار وظل يفكر ويفكر وهو لا يذكر العشرة فما بالك بمائة حزب وكلها أسماء مكررة فاسم مصر مثلا مكرر في خمسة أو ستة أحزاب.. وهكذا حتي كانت الانتخابات الرئاسية ولم نجد حزباً يتحرك بايجابية إلا من خلال التلاعب بمشاعر الناس وفجأة وجدنا أسماء معروفة نجوماً في أحزاب لا يعرفها أحد وليس لها تأثير وبعضها يبحث عن الزج باسم هذا أو ذاك بحثا عن بطولة وهمية خاصة وأنهم يعرفون أنهم لا يملكون الآلية القانونية للترشح.. وإذا تم رفض ترشحهم أصبحوا أبطالاً وشهداء وهم في الحقيقة يعرفون مبكراً مصير الترشح لأنه مخالف للقانون.. لكنهم في نفس الوقت يعرفون أن هناك أصواتاً في الخارج ستجدها فرصة للضرب في مصر واستقرارها وخططها للتنمية والخروج من عنق الزجاجة.
القضية ليست في الانتخابات الرئاسية هذه المرة فالكل يعرف نتيجتها مسبقاً والشعب "حتي حزب الكنبة" يعرف جيداً حجم المؤامرة علي مصر والظروف الصعبة التي نعيشها وكيف أن الرئيس السيسي نجح في الدورة الأولي في أن يضع أسس التنمية والخروج من الأزمة وان هناك قرارات للحماية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية من الطبيعي ان تصدر لحماية الفقراء والبسطاء مباشرة بعد أن نخرج من عنق الزجاجة.. وأن ظروف المنطقة كلها ليس مصر وحدها ساخنة جداً وهناك محاولات لضرب مصر بل وتدميرها وأن الإرهاب له ألف وجه ووجه وأشكال مختلفة خارجياً وداخلياً وأن المواجهة الصعبة تحتاج هذا الرجل في هذا التوقيت ولكن وبرغم ذلك كله: أين الأحزاب السياسية سواء للدعم أو الرفض أو حتي التعبير عن رأيها!!؟
مصر والسيسي يحتاجان إلي تواجد سياسي حقيقي لهذه الأحزاب دعما أو حتي معارضة أو حتي للتعبير عن رؤي جديدة.. فالمعركة مستمرة وقاسية وأصبح ضرورياً أن يحدث ائتلافات وتجمعات لعشرات الأحزاب في حزب واحد حتي يكون لدينا عدد أقل وتأثير أكبر لها في المرحلة المقبلة.
همس الروح
** كل ما في الدنياء هباء.. إلا الحب في الله فهو الدواء وأحلي ما في الدنيا صحبة الأوفياء الأنقياء.
** الدعاء لمن تحب بظهر الغيب أفضل هدية.
** الحب أصبح كلمات جوفاء حتي الأغاني لم تعد تهتم بالحب.. فهل ضاع من القلوب؟
** لن يموت الحب ما دام في القلب نبض ولن يعيش حب امتزج به ظلم وإنكسار للحق.
** أحيانا يكون الحزن والألم شعار الحب.. ثق أن الفرج قريب وأن السعادة في مجرد الاحساس بالحب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف