الجمهورية
اللواء محمود زاهر
سياسة الإسلام لله
من المهم جدا سياسيا أن نعلم بل وندرك أن تواجدنا الدنيوي علي مستوي الأفراد وحتي الدول..هو تواجد ذو إستدامة تغيير وأغيار..لتركبن طبقا عن طبق..أي ارتحال مستديم زمني من مرحلة لأخري..ومن حال إلي حال.."ومن مؤثر إلي آخر"..وهذا الترحال يقاس باللحظة الزمنية وحتي القرن والألفية..إذن..كل منا غيار متغير بأغيار..تحكمها ظاهريا صفات وسمات الفطرة الإنسانية..المحكومة بالعداء البيني..المحكوم بحب البقاء الآمن..الذي يتحكم فيه قانون.."سد الاحتياجات المادية والمعنوية"..ومحاولة تأمينها بل واستدامة نمائها بالإستحواذ علي أسبابها بالحق أو ببغي الباطل..وعلي ذلك كله.."تقوم الإستراتيجيات السياسية الاقتصادية العسكرية"..والتي تتبادل فيها تلك الأسماء الثلاثة الأولوية بما تمليه إتاحة الأغيار.
في الإطار الواقعي السابق..سنعتبر أن البداية المؤثرة في شرقنا العربي بصفة عامة.."وفي قلبه مصر بصفة التخصيص"..هي مؤثرات الثورة الصناعية بالقرن التاسع عشر والتي استولدت استراتيجية.. "الحرب العالمية الثانية ونهايتها عام 1945"..وبصمتها الاستحواذية المتقاسمة بين تحالفات القوتين الغربية والشرقية حتي عام 1990 وما أفرزته القسمة من تقنين بغير قانون حق من متغيرات في هيكلية الدول وسماتها الأصيلة حضاريا..
تحولت مصر الإمبراطورية الفرعونية ..ثم عاصمة الإمبرطورية الإسلامية..ثم مملكة مصر والسودان..إلي جمهورية ملكية الجوهر ليس بعنوانها اسم.."مصر"..ولا أصول مصر وحضاريتها بل وقطعت منها السودان أيضا..وباتت تتقلب بين الشرقية والغربية تدعي الإستقلالية وقد مزقتها النزعات الثورية..والطبقية العشوائية..والانتماءات الفئوية والحزبية والطائفية.."بيد الإستراتيجيات الخارجية الإستحواذية"..حتي بعد أن أعاد لها الرئيس السادات عام 1971 إسم.."مصر"....ومن قبل هذا كان فساد الحياة السياسية الاقتصادية الاجتماعية ولم يفلح انتصارها المجيد عام 1973 إلا في مجرد وضعها علي بداية السبيل الحضاري الكريم المستحق لها..فقد تم إغتيال قائد إنتصارها ومؤسس بداية سلامها..
مرت مصر بسلام من ثورة .."25يناير عام 2011"..وأظهرت مكنونها الشعبي الحضاري للعالم بثورة "30 يونيو عام 2013"..المدعومة بجيش عام 1973 المصري الحافظ لكرامة مصر وحضارتها التي تم انتقاصها بما ذكرناه من أغيار إستراتيجية عدائية لمصر.."نعم إنتقاص ونقص قائم بعضه غير القليل حتي كتابة هذه الكلمات"..رغم ما تم في .."يونيو عام 2014 وحتي الأن من جهد مخلص عظيم"..في كنف حكم الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي..فما النقص القائم بمصر حتي الأن وأسبابه..ويتمني كل مصري أصيل تطهير كريمة القرآن مصر منه..؟؟
1" نقص الوعي الإدراكي السلوكي العام..والذي يقوم علاجه بتفعيل الاختيار الصحيح لريادات مجالات ..الثقافة والفنون..والصحة..والتعليم وخاصة من مراحل الحضانة الإبتدائية ..والإعلام بثلاثية صوره وأشكاله المرئية والمسموعة والمقروءة بما استحدث عليها من المقروء إليكترونيا وتواصله الاجتماعي.
2" القضاء والتطهر من نقيصة ظاهرة الفساد.."بكل صوره السلوكية"..
3" عدل حق إحقاق الحقوق بكرامة ..حتي تتكامل الطاقات بأجيالها..فالتاريخ يشهد للحق وأصحابه ويشهد علي من يطمسه بعدم إحقاقه..فدون طاقات حق الأمس ما كان حق اليوم يحق..
4" تنقية وتطهير الدستور المصري من النواقص والعيوب..فقد كتب في زمن معيوب ..وذلك حتي تتحرر سياسة مصر من القيود المكبلة لحق آمال حضارية شعبها..وكرامة مقامها..فالسياسة وجوهرها لا تكون قط ولا تقوم قط إلا علي حق وعدل.."القوة الشاملة المتكاملة"..بتكاملية إدارة حكم الأصلح بمقياس.."الصحة النفسية"..التي تقيمها بسطة العلم والجسم..كما جاء في القرآن..كقيادة بزمن الحرب والسلم..فحينما نقلص زمن قيادة وإدارة الأصلح بهوي رغبة الهواه..فالخاسر هو مصر وشعبها..والرابح هو عدوها..فماذا ومصر بشهادة خير الشهود رب العالمين..ثم رسوله..ثم التاريخ وحتي قيام الساعة ..وهنا نتساءل ..أليس نظامنا السياسي الخاص جدا بحاجة إلي التطهر من ذاك الهوي وما صنعه الهواه في حين خصوصية سياسة مصر تقوم علي حق كما ذكرنا.. بينما باطل رأس العدائيات الإستراتيجية لمصر قد أسست لذاتها نظاما سياسيا خاصا يقوم علي تبعية إبليس وشياطين حزبه.."الصهيوني حاليا"..أليس هذا هو النظام الأمريكي المختلف عن الأربعة أنظمة السابقة له عالميا..والتي منها أنظمة ملكية معترف بها ولا تتقيد بزمن يزيح الأصلح عن الحكم.."ولا حتي غير الأصلح"..مادام يطيح ويتبع نظام الشياطين..فلماذا نضع علي رقاب قوتنا الشاملة بتكامليتها.."وبلوغها بإذن الله"..سيف باطل الدستور إن كنا إحرار..ومصر كريمة القرآن دائما أبدا حرة..ولا ينتقص حريتها سوي البطلان السياسي.
5) ظللت حريصا علي المطالبة بحتمية وجود .."نائب لرئيس مصر"..حرصا علي أمنها القومي ..وكان ذلك من منتصف التسعينات حتي قامت ثورة ينايرعام 2011 والأن أجدد المطالبة بحتمية وجود ذاك.."المنصب"..فكفي مصر نواقص سياسية وحجج ذاتية إن كنا فعلا قد قصدنا .."حق الماهية المصرية"..وكيفية التكاملية السياسية الأمنية..
6) كريمة القرآن مصر هبة من أحسن الخالقين الذي وهبها نهر النيل .."وهبة النهر المائي لمصر"..هبة حياة أدركها وحصنها فراعين مصر من منابعها وحتي مصباتها..وتبعهم في ذلك محمد علي وأولاده من بعده..وتبعهم رؤساء مصر من عبد الناصر فالسادات فمبارك..ولا أتصور السيسي من بعدهم سوي حفيظا علي ذلك باستدامته الواقعية غير المرتكنة علي أغيار السياسة غير المضمونة ..خاصة أن الأمر تعدي حدود من يتم الحوار السياسي معهم..
والآن..ونحن علي أعتاب إنتخابات رئاسية ..سيسبقها حتما فاعليات إعلانية ودعائية لن تخلو من الشائعات..وكذا أمراض نفسية داخلية من ذوات البطلان الأخلاقي والسياسي..بل ويكمل ذلك إمتدادات الدعم العدائي الخارجي..ولذا..علينا جميعا الحذر الواعي الشديد..ثم الذهاب للتصويت وعدم الإرتكان إلي التراخي وأسبابه..
وإلي لقاء إن شاء الله
ملاحظة هامة
إن لبنة الأمن القومي الأولي هي المواطن الفرد..فهو البحث العلمي وحداثة التكنولوجيا وإخضرار الأرض..هو السلاح الساهر علي حماية العرض..وهو الإدارة السياسية وإقامة الفرض.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف