الأهرام
اشرف مفيد
كلام مفيد .. أنت « الأمل »
بينما كنت أتابع تحركات الأحزاب والقوى السياسية لاستعراض عضلاتها وإظهار قدرتها «الجبارة» فى التأثير على المواطنين وحثهم على المشاركة السياسية الفعالة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.. وأيضاً ما تقوم به حملة «أنت الأمل» الشعبية لدعم الرئيس السيسى، تبادر إلى ذهنى التساؤل: أيهما الأقدر على تحقيق المهام الصعبة: القوة والبطش أم الرقة واللطف؟ هذا التساؤل جعلنى أتذكر حكاية «الشمس» و«الريح» التى تحكى أن الشمس نظرت الى رجل كان يسير فى الصحراء وهو يرتدى عباءة طويلة وقالت لصديقتها زالريحس هل فى استطاعتك أن تجعلى هذا الرجل يخلع عباءته.. قالت الريح بكل ثقة: طبعاً.. وكيف لا أستطيع وأنا الريح القوية الهوجاء العاصفة، ضحكت الشمس وقالت لها.. لنرى قوتك وبدأت الريح تعصف بقوة شديدة والهواء يثور ويدور ويدفع الرجل بعنف ليجعله يخلع عباءته لكن الرجل كلما زادت الريح عصفًا تشبث بعباءته أكثر وأكثر حتى تعبت الريح ولم تعد تقوى على الدوران وقالت لصديقتها الشمس: لقد خسرت وجاء دورك.. فبدأت الشمس تزيد من إضاءتها ووهجها وحرارتها واقتربت أشعتها الحامية من الرجل فبدأ العرق يتصبب من جبينه وشعر بحر شديد ولم يعد يطيق عباءته فخلعها بكل هدوء.. فى هذه اللحظة خجلت الريح من نفسها وعرفت أن الشمس بلطفها ورقتها قد فازت وأيقنت أيضا أن المهام الصعبة لا تحتاج إلى الاندفاع بقدر احتياجها إلى التعقل والتعامل بذكاء.

هكذا هو الحال الآن حيث لن تستطيع تلك الأحزاب والقوى السياسية التأثير فى الشارع من فرط إحساسها بأنها الكيانات الأقوى فى المجتمع بينما نجد حملة «أنت الأمل» الشعبية تمتلك من الذكاء والبساطة ما يؤهلها للتأثير بسهولة فى المواطنين وحثهم على المشاركة الفعالة فى الانتخابات فهى تتحرك من خلال مخاطبة الجميع بما يبث فيهم «الطاقة الإيجابية» دون ضجيج إعلامى فأصبحت الآن فى صدارة الحملات الشعبية لدعم الرئيس فى الانتخابات المقبلة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف